تحشيدات وانتهاكات في الغرب.. هل ينهار اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا؟

0
328

تحذيرات متتالية طفت على السطح مؤخراً في ليبيا من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه الفرقاء الليبيين في أكتوبر الماضي، والرجوع للمربع الأول واندلاع الصراعات المسلحة من جديد.

فبعد التطورات الإيجابية التي شهدتها الساحة السياسية في ليبيا خلال الأشهر الماضية، واختيار سلطة تنفيذية جديدة، وتحديد موعد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر المقبل، تشهد الأيام الأخيرة عدم التزام بالعهود والخروج عن خارطة الطريق الليبية.

ويرى مراقبون أن اتفاق وقف إطلاق النار أصبح مهدد بالانهيار، في ظل التحشيد العسكري والانتهاكات من ميليشيات غرب ليبيا، مع استمرار الممارسات التركية خاصة بعد تصريحات وزير دفاعها مؤخراً أن قوات بلاده باقية في ليبيا، في تحدي صارخ لإرادة الشعب الليبي، ودعوات الدول والمنظمات الدولية لحل الأزمة الليبية.

رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، كان أول المحذرين، عقب فشل ملتقى الحوار الليبي في إقرار القاعدة الدستورية للانتخابات شهر يوليو الماضي، وقال إن البلاد من الممكن أن تعود إلى المربع الأول واضطرابات عام 2011 حال تأجلت انتخابات ديسمبر المقبل.

وشدد صالح على رفضه للمزيد من الانقسامات، منبهاً إلى أنه قد تنشأ حكومة جديدة موازية في حال لم يتم الالتزام بخارطة الطريق والاستحقاق الانتخابي في موعده.

اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 حذرت هي الأخرى من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، عقب اجتماعها الأخير الذي عقد يومي 13 و 14 أغسطس الجاري، وطالبت بتنفيذ باقي بنود الاتفاق، من إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، وتجميد الاتفاقيات العسكرية مع الدول الأجنبية لحين انتخاب رئيس جديد، وإعادة هيكلة وتبعية الأجسام العسكرية في غرب ليبيا.

والأربعاء الماضي دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، جميع الأطراف الليبية إلى الامتناع عن القيام بأي عمليات تحشيد أو نشر للعناصر والقوات الأمنية، معتبرة ذلك أنه يعد تصعيداً وتقويضاً لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في أكتوبر الماضي.

وحثت البعثة الأممية، في بيان لها، جميع الأطراف الليبية على احترام خطوط التماس وفقاً لما كانت عليه عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مجددة دعمها لجهود اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 الرامية إلى الحفاظ على الهدوء والاستقرار.

كما حذرت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان مبعوثها إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، من قيام الأطراف الليبية بالتحشيد العسكري، والذي قد ينظر إليه على أنه تصعيد قد يقوض تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع بين الفرقاء الليبيين في أكتوبر الماضي.

وعبر المبعوث الأمريكي خلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، الخميس الماضي، عن التزامهم المشترك بإجراء انتخابات ديسمبر في الوقت المحدد لتلبية توقعات الشعب الليبي بإجراء انتخابات حرة ونزيهة لدعم ليبيا مستقرة موحدة وديمقراطية.