لماذا حارب “الإخوان المسلمين” محمود جبريل؟

0
207
الدكتور محمود جبريل رئيس وزراء ليبيا الأسبق
الدكتور محمود جبريل رئيس وزراء ليبيا الأسبق

أمس الاثنين، وارى جثمان رئيس وزراء ليبيا الأسبق، الدكتور محمود جبريل، الثرى، في المقبرة المخصصة لليبيين في العاصمة المصرية القاهرة.

واقتصر تشييع جثمان رئيس تحالف القوى الوطنية الليبية، على أفراد عائلته وأعضاء السفارة الليبية في مصر، حيث توفي أمس الأحد، بعد معركة خاضها مع فيروس كورونا المستجد.

ورغم مواراة جسد “جبريل” الثرى، إلا أن حربه ضد الإخوان المسلمين لم توارى في عقل الجماعة، فهو أول من دق ناقوس الخطر، حول مخططات التنظيم الدولي- المدان بالإرهاب في عدد من الدول- التخريبية في ليبيا.

ورغم أن جماعة الإخوان كانت ترى في جبريل أحد السياسيين المعارضين لنظام القذافي، فهو ذو تاريخ كبير في المعارضة والدعوة لتغيير حكم معمر القذافي، غير أن رياح التغيير أتت بما لم تشتهيه الجماعة، فكانوا أول من حاولوا القضاء عليه.

فالسياسي المخضرم وبعد مدة أدرك تدخل قطر وتركيا في ليبيا، فعن طريق “الإخوان” دعموا الميليشيات الإرهابية؛ في محاولة منهم لجعل ليبيا “بيت مال” الجماعة، وهو ما حدث بالفعل. فدعموا الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بملياري دولار ودعموا الجماعات المتطرفة في سوريا بالمقاتلين والأسلحة

مهدي الحاراتي
مهدي الحاراتي

دعا جبريل مبكراً إلى تفكيك الميليشيات وتسليم السلاح إلى أجهزة الدولة، ولكن رئيس الأركان القطري حينها ومعه علي الصلابي وعبدالحكيم بلحاج رفضوا ذلك.

بعد استقالته من رئاسة الوزراء شكل جبريل حزب التحالف الوطني؛ وفاز حزبه في الانتخابات التشريعية الأولى في ليبيا

هنا بدأت محاولات جماعة الإخوان المسلمين التخلص منه، ففرضوا قانون العزل السياسي.

قانون أعده الإخوان للتخلص من جبريل الذي لاقى ترحيبًا واسعًا داخل ليبيا. فالشعب الليبي شعب محافظ بطبيعته ولا يميل إلى الجماعات المتطرفة أو من تدعي تمثيلها للإسلام.

ورغم وجود رفضاً واسعًا لمشروع قانون العزل السياسي من قبل كثير من أعضاء المؤتمر الوطني الليبي، إلا أن جماعة الإخوان سيرت مظاهرات للضغط وتمرير مشروع القانون.

ولكن بعد قانون العزل السياسي ومغادرته البلاد، استمر جبريل في العمل بنفس الوتيرة ساعياً إلى حقن الدماء وتوحيد ليبيا، وتحقيق المصالحة بين الليبين والنظام السابق، مؤيداً وداعماً في كل ظهور له لعمليات الجيش الوطني الليبي في محاربة الإرهاب ونزع سلاح الميليشيات، قبل أن يدخل في الأسابيع القليلة الماضية في معركته الأخيرة مع فيروس كورونا المستجد والتي انتهت بوفاته في أحد مستشفيات القاهرة.