اتفاقية توأمة بين بلدتي مصراتة الليبية وقيصري التركية تثير سخرية وغضب الليبيين

0
721

أثار إعلان بلدية مصراتة الليبية، اليوم الخميس، عن مناقشة خطوات توقيع اتفاقية التوأمة مع بلدية قيصري التركية، حالة من السخرية والغضب وغيرها من الانتقاد اللاذع من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت بلدية مصراتة في بيان مقتضب، أن العميد محمود السقوطري، بحث مع عميد بلدية قيصري التركية عبر تقنية زووم اليوم، ”اخر الخطوات التي تم إنجازها في ما يخص التوأمة بين البلديتين، وأوجه الاستفادة المشتركة”.

وأشارت البلدية في البيان أن مراسم توقيع الاتفاقية ستجرى خلال الأيام القليلة القادمة في مدينة مصراتة.

ولكن لم يلاقي إعلان تلك الاتفاقية قبول سكان بلدية مصراتة، التي تعد ثالث أكبر مدن ليبيا وتقع على قرابة ٢٠٠ كيلو متر شرق العاصمة طرابلس، الذين انهالوا بتعليقاتهم الغاضبة والساخرة وبعضها الناقدة بشدة على المنشور.

 

 

 

كان من بين التعليقات الغاضبة، رأت عدم قبول مثل هذه الاتفاقيات في مثل هذه الأوقات الحرجة التي تمر بها البلاد، والتي تعاني من نقص حاد في الخدمات مثل الكهرباء والماء والسيولة والطرقات العامة، فيما أنتقد بعضهم اختيار العميد لبلدية قيصري دون غيرها مثل أنقرة أو إسطنبول.

قال المواطن محمد السويحلي في تعليقه أنه كان من المفترض تسمية الحملة الانتخابية، للسقوطري، بـ”إدمار“ بدلاً من ”إعمار“ وهو شعار القائمة التي ترشح من خلالها عميد البلدية.

 

وبغضب شديد، قال أبو عماد علي، أنه نادم على التصويت للسقوطري، ” لا كهرباء ولا ماء.“

وأكتفى محمد وأمسمير ومالك باستخدام رموز تعبيرية، أو ما تعرف بالايموجي، الوجه الضاحك بسخرية دون أي تعليق.

وتعيش ليبيا في فوضى عارمة ونقص حاد في الخدمات منذ الانتفاضة الشعبية التي أدت إلى مقتل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في عام ٢٠١١. وبالرغم من إنفاق المليارات من الحكومات المتوالية على الحكم في العاصمة طرابلس، إلا أن مستوى المعيشة في البلد أصبح كما يسميه البعض ”بالصومال“.

وتقع بلدية قيصري التركية تقع في وسط تركيا وتحديداً في إقليم الأناضول ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة، وتعتبر البلدية معقل لحزب العدالة والتنمية الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين.

وقال موقع تركيا الآن، إن مواطنون في بلدية قيصري ”أكدوا أن حزب العدالة والتنمية انتهى في قيصري، وأضافوا ”لن نصوت بعد الآن لحزب العدالة والتنمية، ولو قطعت أذرعنا”.

جاءت هذه التصريحات الغاضبة على خلفية الحرائق التي اندلعت في قرابة ستة مدن تركية منذ عدة أيام.

ولكن يبدو أن آراء سُكان بلدية مصراتة كانت على حق في انتقادات الاتفاقية، حيث قال أحد المواطنون ساخرا هل لدى قيصري العلم ”أننا بدون ماء ولا كهرباء“، وعلق المواطن عبدالرحمن حسن ”الحمد لله الاتراك بدأوا يتعلموا مننا”.

ومؤخراً انقطعت المياه عن عدة مناطق ومدن في شمال ليبيا من بينها مصراتة، بعد أن قامت مجموعة مجهولة الهوية بتفجير أحدى خطوط إمداد المياه لمشروع النهر الصناعي في وسط البلاد.

نقلت مواقع إعلامية تركية في عام ٢٠١٩ مظاهرة لسائقي مركبات النقل العام في بلدية قيصري التي يسيطر عليها الحزب الحاكم احتجاجاً على عدم إتمام المناقصة الخاصة بلوحات ترخيص السيارات وصاح مواطن بين المتظاهرون ”أنا جائع وأبني جائع”.

يذكر أنه في ديسمبر عام ٢٠١٧، اغتيل عميد بلدية مصراتة السابق محمد إشتيوي برصاص مجموعة مسلحة طاردت سيارته بعد خروجه من مطار المدينة فور وصوله من تركيا.