هكذا تحولت “التغريدات” بديلاً فعالاً لصمت الإعلام للتوعية بالانتخابات الليبية

0
96
الانتخابات الليبية
الانتخابات الليبية

كل الدنيا تَنظر الآن إلى ليبيا باهتمام، تَترقب ما هو مُنتظر في القريب العاجل، فبعد ما يقرب من 5 أشهر من الآن، تشهد ليبيا انتخاباتها، التي يتوقع الجميع أنها التي ستحدد السلطة التي ستحكم ليبيا لسنوات قادمة، بعد أن عانت لعقد كامل من مرار الحرب وهيمنة الجماعات المتطرفة والانهيار الكامل في كل القطاعات.

في الوقت الذي أولت كل دول العالم اهتمامها الكبير بالحدث الجَلل الذي تنتظره ليبيا وإتمام الاستحقاق الانتخابي المُرتقب، سادت حالة من الصمت في الإعلام الليبي، على الرغم من الآن، هو الوقت المناسب لتوعية المواطن الليبي، بأهمية مشاركته في ذلك الاستحقاق الذي سيُعيد اتزان بلاده من جديد، ويضع ليبيا في المسار الصحيح.

لم يكن الإعلام الليبي فعالاً خلال الفترة الماضية، فلم تَجد صحيفة أو قناة تَبث برامجها من داخل الأراضي الليبي، وتلك الأخرى التي تبث برامجها من الخارج، كَثفت حملاتها التوعوية لتعريف المواطن بطرق التسجيل في منظومة الانتخابات، وأهمية التسجيل في منع تزوير الأصوات، وأن تلك الخطوة لها أهمية في مَنع فساد الانتخابات.

أما قنوات الإخوان وإعلامها المُنحاز، يَسعى بشتى الطرق لتعطيل ذلك الاستحقاق الانتخابي الهام ومنع إجراءه في موعده ليستمر الحال كما هو وبقى ليبيا غارقة في أزماتها التي تحاصرها منذ سنوات، فبعض تلك القنوات لم تَتَطرق في الأساس إلى الانتخابات وأهميتها دورها، بل أنها تَستضيف من الضيوف من يَعيب في خطوة الانتخابات ويطالب بتأجيلها.

موقف القنوات الإخوانية مَفهوم وطبيعي، فالآن تحديداً، زادت رغبة جماعة الإخوان في تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، فبعد أن فَقدت قدرتها على الحشد الجماهيري، وفقدت الظهير الشعبي لها في شرق ليبيا وغربها وشمالها وجنوبها، حتى القاطنين خارج البلاد، زاد الأمر سوءاً بعد أن تلقت الجماعة في تونس الجارة ضربة مُبرحة جعلت التنظيم بالكامل يَترنح، بعد أن فقد معقله الأخير في تلك المنطقة.

إخفاق الإعلام الليبي، وتخاذل وتوجه الإعلام الإخواني، لم يمنع الشعب الليبي النَشط على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي من نشر الوعي بنفسه، وتعريف إخوانه في الوطن بضرورة المشاركة في الانتخابات وأهمية أن يسجل بياناته في منظومة الانتخاب، وما هي خطوات ذلك، وما ستسير إلى ليبيا حال إتمام هذا الاستحقاق التاريخي.

كانت تغريدات رواد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بمثابة الإعلام البديل، والأكثر فاعلية في نشر الوعي وتثقيف المواطن بأهمية الانتخابات والاستحقاق ودور تلك الانتخابات في تعديل حال ليبيا والوصول لسلطة فعلية للبلاد، بالإضافة إلى نشر الخطوات اللازمة لتسجيل الانتخابات، وتفاصيل دقيقة حول العملية بالكامل.

دور تاريخي يلعبه الشعب الليبي عبر منصات التواصل الاجتماعي ليضع قنوات ليبيا وإعلام الإخوان في خانة المُتخاذلين، بعد أن قامت بدوره على الوجه الأكمل، بينما هو مُنشغل بأمور أخرى.