هل تعاقب الأمم المتحدة جماعة الإخوان على عرقلتها للانتخابات الليبية؟

0
295

حذر المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيش، خلال لقائه اليوم، مع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، كافة المعرقلين للمسار الانتخابي، مشدداً على أنه سيتم فرض عقوبات دولية على المعرقلين.

ومن المقرر أن يتقدم المبعوث الأممي قريباً بإحاطة لمجلس الأمن بشأن آخر التطورات في المشهد الليبي، فهل سيعود من الإحاطة محملاً بقرارات رادعة تستهدف المعرقلين وكل من يحاول العبث بخريطة الطريق التي اعتمدها مجلس الأمن؟

فشل ملتقى الحوار الليبي في اجتماعه الأخير بمدينة جنيف السويسرية في التوصل إلى اتفاق حول القاعدة الدستورية للانتخابات الليبية المقرر إجراؤها في ديسمبر المقبل، بسبب خروج بعض أعضاء الملتقى المحسوبين على جماعة الإخوان عن خارطة الطريق وطلبهم تأجيل الانتخابات والدخول في مناقشات شائكة واختلاق خلافات من شأنها إفشال العملية السياسية في ليبيا برمتها.

وتسعى جماعة الإخوان في ليبيا لعرقلة إجراء الانتخابات الليبية بشتى الطرق، وحرمان الشعب الليبي من ممارسة حقه في اختيار رئيس البلاد، لبقاء أذرعها في السلطة أطول فترة ممكنة، واستمرار المشهد الفوضوي، فتارة تطالب بانتخاب الرئيس عن طريق البرلمان وليس عن الاقتراع المباشر من الشعب، وتارة أخرى تطالب بإجراء استفتاء على الدستور قبل الانتخابات وهو ما يعني استحالة إجراؤها بموعدها المحدد في ديسمبر المقبل.

وحركت جماعة الإخوان القيادي الإخواني ورئيس المجلس الاستشاري خالد المشري، ليخرج مؤخراً ويهدد باستخدام القوة في حال أفرزت الانتخابات عن فوز أي شخص لا ترضى عنه الجماعة وتحديداً القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.

كما كشف مقطع صوتي تم تسريبه مؤخراً للقيادي الإخواني والعضو في ملتقى الحوار الليبي، معاذ المنفوخ، عن مؤامرة أخرى لجماعة الإخوان في ليبيا لعرقلة إجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل.

ويوثق المقطع المسرب، حديث معاذ المنفوخ مع أحد قيادات جماعة الإخوان، الذي أكد خلاله أنه يعمل مع مجموعة على إفساد إقرار القاعدة الدستورية، وطالبه بإعطاء الأوامر لقادة الميليشيات بإصدار بيانات عاجلة يعلنون فيها رفضهم للانتخابات المقبلة، كوسيلة ضغط على المجتمع الليبي.

كما شنت جماعة الإخوان حملة إعلامية في وقت سابق، لاستهداف رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح من أجل استبعاده من منصبه، وبالتالي تعطيل تلك الهيئة التي لها دور محوري في تنظيم الانتخابات، وهو ما بدا واضحاً في تصريحات المشري الأخيرة، عندما اتهم السايح بالتدليس والتلكؤ لعدم إجراء الاستفتاء على الدستور.

ويرى مراقبون أن البعثة الأممية أمامها الفرصة الآن لاتخاذ موقف حازم لمعاقبة المعرقلين لإجراء الانتخابات واتمامها في ديسمبر المقبل بشكل نزيه، لا سيما أن الشخصيات المعرقلة أصبحت واضحة أمام المجتمع الدولي والليبيين وهم الأعضاء في ملتقى الحوار الليبي المحسوبين على جماعة الإخوان والمنقلبين على خارطة الطريق الليبية، وقادة جماعة الإخوان داخل ليبيا وعلى رأسها القيادي الإخواني خالد المشري.