دعا أذربيجان للتنقيب عن نفط ليبيا.. هل يوزع أردوغان الثروات الليبية على حلفائه؟

0
231
تركيا الثروات الليبية

مواقف عديدة تكشف مواصلة تركيا انتهاك الأراضي الليبية وإهانة مسؤوليها، فبعد أيام قليلة من زيارة وفد تركي برئاسة وزير الدفاع خلوصي آكار إلى العاصمة الليبية طرابلس، دون إخطار السلطات الليبية، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أذربيجان إلى المشاركة في التنقيب عن النفط في ليبيا دون استشارة الحكومة الليبية.

وقال أردوغان، في تصريحات صحافية في أذربيجان الأسبوع الماضي، إن تركيا وأذربيجان، يمكنهما “العمل في قطاع الهيدروكربونات في تركيا، أو ليبيا، أو دول أخرى، ويمكنهما أيضاً التشارك في تكرير النفط”.

وتمثل تصريحات الرئيس التركي، انتهاكاً جديداً للسيادة الليبية، فبعد تدخل تركيا العسكري المبني على اتفاقية لم يقرها البرلمان الليبي مع حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، وإرسالها أكثر من 18 ألف مرتزق سوري لدعم الميليشيات في غرب ليبيا للقتال ضد الجيش الوطني الليبي، وعملها على الاستحواذ على ثروات الليبيين، بدأت تتعامل مع ليبيا كأنها إحدى مستعمراتها، ولا يكترث بسيادتها ولا بالسلطة الحاكمة فيها.

ورغم الدعوات الدولية العديدة لتركيا بسحب قواتها والمرتزقة السوريين من ليبيا لإعادة الاستقرار إليها، وتوحيد مؤسسات البلاد، تمهيداً لإجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل، إلا أن أنقرة تصمم على المضي قدماً في ترسيخ نفوذها وسيطرتها الكاملة على ليبيا.

وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، خلال زيارته الأخيرة إلى طرابلس الأسبوع الماضي، على موقف بلاده الرافض لسحب قواتها من ليبيا، مبرراً ذلك بأن أنقرة ليست قوة احتلال أجنبية لأنها دخلت بناءً على اتفاقيات ثنائية.

وأثارت زيارة وزير الدفاع التركي إلى ليبيا حالة غضب واسعة في الشارع الليبي، واعتبر النائب بالبرلمان الليبي، مصباح دومة، الزيارة “إهانة لليبيين”، وقال “إذا كان آكار في زيارة خاصة، فلم يكن هناك ما يستدعي التصوير، لكنه حضوره وصوره هذه إهانة… يجب استدعاء المجلس الرئاسي الذي يعد نفسه القائد الأعلى للجيش الليبي للمساءلة”.

وتتدخل تركيا في ليبيا طمعاً في ثرواتها لإنقاذ اقتصادها المتعثر، ورغم مزاعمها بأن تدخلها دفاعاً عن الشرعية، إلا أنها بين الحين والآخر تبرهن جراء تحركاتها سعيها للسيطرة على النفط الليبي وعقود إعادة الإعمار والكهرباء، ما يشير إلى أنها تطمع في السيطرة على مقدرات الليبيين، فضلاً عن تأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أكثر من مناسبة، أن ليبيا إرث ورثه من أجداده العثمانيين.