هوية عربية لا تركية.. هكذا تصدت ليبيا لمحاولات “التتريك”

0
288
تركيا
تركيا

بطولات وتضحيات سردها لنا التاريخ عن ليبيا وأبناءها، فلا هم خضعوا يوماً لمستعمر ولا انصاعوا لمعتدٍ، فكانوا بالمرصاد لكل من يرغب في الاستيلاء على حَبة رمل واحدة من الأرض التي ورثها لهم أجدادهم، وضربوا مثالاً في الوطنية والجهاد من أجل عِزتهم وشَرفهم.

الوقائع التي خَلدها التاريخ عن ليبيا، ليست قصصاً خرافية، يتداولها الليبييون فيما بينهم ليفخروا بتاريخهم، وإنما كانت واقعاً كشفها الأعداء قبل الأصدقاء، وكانت شاهداً على تلقيين العثمانيين دروساً، وإعلان رسمي لرفض سَطوتهم وبَطشهم، ووثقت التصدي لظُلم الطليان، الذين لم يهنأ منهم جندي واحد طوال فترة استعمارهم لليبيا.

التاريخ يُعيد نفسه الآن، تركيا تحت مُسمى العثمانيين الجُدد، تستغل ظروف الاضمحلال الذي تُعانيه ليبيا، والهوان الأمني الذي ضربها منذ 10 سنوات وحتى الآن، واستعملت عُمالها من الخونة، وتسعى لاستعمار ليبيا من جَديد، فأرسلت المرتزقة والقتلة المأجورين، ودعمت الميليشيات بالمال والسلاح، وجعلت من أرض ليبيا حقلاً لتجارب أسلحتها الفتاكة.

استباح الأتراك السيادة الليبية، التي ستَبقى خطاً أحمراً صامداً أمام كل محاولاتهم، وستبقى هويتها العربية دائمة، مهما حاول أردوغان وزبانيته تَتريكها، باستخدام القوة الخَشنة والناعمة، أو من خلال خطاباته الرنانة “الخادعة” والتي تحمل مُصطلحات يَتشدق بها الرئيس التركي دون أن يعرف معناها ويُدركها.

ادعى الأتراك طوال فترة تدخلهم في الشأن الليبي الداخلي على مدار السنوات الماضية، أن ليبيا لها تاريخ مشترك يعود لـ 500 عام مع تركيا، في إشارة إلى حقبة الاحتلال العثماني البَغيض، ويؤكدون على أن ليبيا أرضهم وأنهم لن يخرجوا منها ولا يوجد قوة في العالم ستجبرهم على ذلك، قوبلوا برفض شعبي في غرب ليبيا وشرقها، شمالها وجنوبها، الكل أجمع على التصدي لغطرسة المُحتل التركي.

طالب الليبيون برحيل القوات التركية القابعة في قواعد ليبية في غرب البلاد، والتي تَعتبر طرابلس العاصمة، إحدى البلديات التركية، وهم حُماتها، يحمونها من الليبيين أنفسهم، حيث يرغب الشعب الليبي في إحلال السلام ببلاده، إلا أن ذلك لن يتحقق بأي شكل من الأشكال في ظل الوجود التركي، ووقف التصريحات التي تَدس السُم في العسل.

أصبح رحيل المرتزقة السوريين من الأراضي الليبية أولوية لدى كل ليبي حر يسعى لتحرير بلاده من السيطرة التركية، ومَطلب شعبي يسعى الجميع خلفه، خاصة وأنهم يمثلون العقبة الأولى أمام أي محاولة لإقامة تصالح دائم في ليبيا، والشوكة التي تؤرق السلام، وصندوق البارود الجاهز للانفجار في أي وقت.