احتلال واستفزاز لليبيين.. هل أصبحت طرابلس بلدية “تركية”؟

0
419
وزير الدفاع التركي
وزير الدفاع التركي

مَنطق عَجيب يتعامل به الأتراك مع ليبيا، وبالتحديد مع الغرب الليبي، والذي سيطروا عليه كاملاً طوال فترة حُكم حكومة الوفاق للعاصمة الليبية طرابلس ومحيطها من مُدن وبلديات، سيطرة الأتراك تُرجمت على الأرض بإرسال الآلاف من المرتزقة السوريين وبقايا الجماعات المتطرفة في تلك الأنحاء، وإرسال معدات وآليات عسكرية وخبراء بالجيش التركي لطرابلس لإحكام السيطرة.

ذَهبت حكومة الوفاق، وجاءت حكومة الوحدة الوطنية، وبَقي الحال كما هو عليه، استمرار تواجد المرتزقة بالآلاف، استمرار الوجود العسكري التركي بنفس المقدار الذي كان عليه في السنوات الماضية، ولم تتخذ السلطات الليبية الجديدة أي خطوة حقيقية لإنهاء السيطرة الأردوغانية على العاصمة ومحيطها.

وجاءت زيارة وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، إلى مطار معيتيقة، لتعكس المشهد العبثي في الغرب الليبي، فجاء الوزير التركي على حين غرة، دون إذن مُسبق أو إخطار دبلوماسي بزيارة رسمية من مُمثل دولة إلى دولة أخرى، وإنما وصل إلى هناك واستقبله سفير بلاده، ليجرى جولته ويطمئن على قواته وبقاءها في مواقعها وكأنه في بلده.

وفي حقيقة الأمر أن الأتراك يعتبرون ليبيا أو بالتحديد الجانب الغربي منها، محافظة تابعة لهم، بلدية من بلدياتهم، يذهبون إليها في أي وقت، ويغدون منها حينما شاءوا، فلا يوجد من يقف أمامهم أو يمنعهم، أو حتى يرفض أو يدين ما يفعلونه، فما حدث يعكس النظرة الحقيقية للأتراك، ونظرتهم لم يسهلون عليهم أمورهم في أوطانهم دون أن يحركون ساكناً.

وعلى الرغم من الضغوط الدولية الكبيرة التي تُمارس على النظام التركي، من أجل سحب قواته، وإجلاء المرتزقة السوريين من الأراضي الليبية، كما أن التقارب التركي مع مصر لم يثني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن سياسيته تجاه ليبيا، مُستغلاً الأزمة السياسية، ونفوس بعض الطامعين في السلطة من المتشددين دينياً وجماعة الإخوان المسلمين.

ومن جانبه، علق سعيد امغيب، عضو مجلس النواب الليبي، على مراسم استقبال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، بمطار معيتيقة، حيث وجه حديثه للمسؤولين عن الاستقبال وقال إنهم لم يعلموا بزيارة وزير الدفاع التركي حتى وصوله إلى القاعدة ولم يعلمهم بزيارته أحد من الرئاسي أو الحكومة.

وأضاف امغيب في تدوينة له في حسابه على “فيسبوك”: “للسادة في مراسم مطار الشهيدة معيتيقة أقول أيها السادة اعذروا من ذكرتم لعدم اخباركم لأنهم اصلاً لا يعلمون، لا يعلمون لأن الأتراك لم يخبروهم حتى عن طريق موظف صغير في السفارة التركية أو عن طريق رسالة هاتف”.

وقال البرلماني الليبي: “الأتراك لا يعترفون بوجود مجلس رئاسي جديد ولا وجود لحكومة وحدة وطنية في طرابلس التي يعتبرونها محتلة خاضعة لسيطرتهم، لذلك يجب على رئيس المجلس الرئاسي ونائبيه ورئيس الحكومة إن كانت عندهم مروءة الرد بقوة على هذا التجاهل لوجودهم “.

فيما استنكر المحلل السياسي الليبي، سالم الغزال، بشدة الزيارة التي أجراها وزير الدفاع التركي أمس الجمعة إلى ليبيا دون علم من سلطات البلاد، واصفا إياه بأنه وزير الغزو التركي الذي يتعامل مع ليبيا وكأنها محافظة تركية.

وأضاف الغزالي في تصريحات تلفزيونية له: “زيارة وزير دفاع الغزو التركي خلوصي آكار رفقة وزيري الخارجية التركي مولود أوغلو، والداخلية سليمان صويلو، إضافة إلى رئيس هيئة الأركان يشار غولر، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، كأنهم يتعاملون مع ليبيا على أنها محافظة تركية”.

وقال المحلل السياسي: “إن أيا من المتمسكين بوجود الاحتلال من الليبيين المتملقين رفضوا أن يستقبلوا وزير الغزو التركي أو يرافقوه، ليعقد اجتماعا مغلق مع الضباط الأتراك في غرفة العمليات”.