هكذا قُتلت الشابة “شفاء قروز” برصاص ميليشيات طرابلس العشوائي

0
336
شفاء قروز

شابة ليبية في عُمر الزهور، لم ترى من الدنيا ما يُفرحها، فقد قضت 10 سنوات من حياتها لا ترى في حياتها سوى سيطرة الميليشيات والمتطرفين على منطقتها، لتدور الأيام وتُقتل برصاصهم العشوائي، خلال الاشتباكات التي دارت بينهم في مدينة العجيلات، لتعود روحها لبارئها، وتشكو له مما رأته وتراه بلادها.

شفاء قروز، خطفها الموت برصاصات عشوائية غادرة، كانت بالتأكيد موجهة صوب صَدر أحدهم، إلا أنها غيرت مسارها لتَقتل الفتاة فتودي بحياتها، حتى أنها لم تُكمل دراستها في كلية التربية العجيلات، فنعتها كُليتها وجامعتها، وسيعيش أهلها وذويها في ألم ونار فَقدها، إلى جوار قاتليها المأجورين ومهووسي السلطة.

“شفاء” ليست أول ولن تكون آخر ضحايا “بلطجة” الميليشيات في مدن غرب ليبيا وأطرافها، إلا أن خبر وفاتها وقع كالصاعقة على زملاءها بالجامعة وصديقاتها وأقرباءها وبالتأكيد أهلها وذويها، لتَكتب وفاتها سطراً آخر من الألم الذي يعيشه الشعب الليبي تحت سطوة وظلم الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس ومحيطها من مدن.

واندلعت مساء أمس اشتباكات مسلحة بمدينة العجيلات، استمرت لساعات، بين الميليشيات المسلحة التابعة للمدعو “الفار” من مدينة الزاوية، وأخرى تابعة لمحمد بركة الملقب بـ”الشلفوح” من العجيلات، بعد ساعات من تحشيدات عسكرية متبادلة.

الاشتباكات التي شهدتها المدينة، وبالتحديد على بعد 80 كيلو متر من غرب العاصمة الليبية طرابلس، استخدم فيها كل أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، حيث صواريخ عشوائية على أحياء المدينة، وتم إغلاق عدد من الطرقات، وانسحبت مديرية الأمن التابعة لوزارة الداخلية من الشوارع.

فيما كشفت تقارير إخبارية، عن أن مليشيات المدعو “الفار”، مطلوب لدى مكتب النائب العام لتورطه بدعم تنظيم داعش وارتكاب جرائم أخرى، أقدمت على حرق منزل “الشلفوح” وأسرته وهي تتقدم في مدينة العجيلات، وسط توقعات باستمرارها وتوسعها.

وتلتزم السلطات الحالية منذ استلام مهامها في شهر مارس الماضي، الصمت إزاء الاشتباكات المتكررة التي تندلع بين الحين والآخر، بين الميليشيات المسلحة في مدن الغرب الليبي.

وخلال تلك الاشتباكات سقط 7 وفيات من بينهم طالبة في كلية التربية برصاص طائش في منزلها، ومازالت الحصيلة قابلة للزيادة مع استمرار التوتر بين الجماعات المسلحة والميليشيات.