داعش ليبيا.. هكذا انطلق نشاطه بفلول مجالس “شورى الثوار” ودعم الإخوان

0
236
داعش ليبيا

تسببت أحداث فبراير عام 2011 في تفكك المنظومة الأمنية والمؤسسة العسكرية في ليبيا، ما أدى إلى انتشار الجماعات والتنظيمات الإرهابية خلال العقد الماضي، حيث استغلت عدم السلطة المركزية في البلاد.

 كما أدت الصراعات بين المسؤولين في الحكومات التي تولت الحكم عقب سقوط نظام القذافي إلى بروز تلك الجماعات، بعد استعانة بعض المؤسسات بالميليشيات للسيطرة على ليبيا.

إلى جانب ذلك أدى تغول جماعة الإخوان المسلمين في مؤسسات الدولة، إلى ظهور الكثير من الجماعات المتطرفة، حيث كانت الظهير المسلح المؤيد لها في عدد من مناطق البلاد.

وفي الأعوام التالية لأحداث فبراير تكونت تشكيلات مسلحة مكونة من عدة جماعات تساند بعضها البعض، وعرفت بأسماء مثل مجلس شورى ثوار بنغازي، ومجلس شورى ثوار درنة، ومجلس شورى ثوار اجدابيا.

 وفي عام 2014 استطاع تنظيم داعش أن يجد له موطئ قدم في ليبيا من خلال تلك المجالس، عندما أعلن مجلس شورى شباب الإسلام في مدينة درنة عن مبايعته لزعيم داعش أبو بكر البغدادي، ليكون أول إعلان عن وجود التنظيم في البلاد.

انتهز تنظيم داعش الفرصة وبدأ يتمدد في مناطق أخرى في ليبيا، وأعلنت تنظيمات أخرى مبايعتها للتنظيم، إلى أن جاء شهر نوفمبر عام 2014 حين أعلن أبي بكر البغدادي زعيم التنظيم، انضمام ليبيا إلى “أرض الخلافة” وإقامة ثلاثة ولايات في ليبيا، برقة في الشرق، فزان بالجنوب، وطرابلس في الغرب.

واصل تنظيم داعش توسعه وسيطر على مدينة سرت التي احتلها لأكثر من سنة، وفي أوائل عام 2015 ، اعتبرت سرت عاصمة التنظيم في ليبيا، واستمر نفوذ تنظيم داعش في التنامي حتى عام 2016 بعد هزيمة وطرد داعش من سرت من قبل قوات البنيان المرصوص ومن بنغازي من قبل قوات الجيش الوطني الليبي.

وذكرت تقارير أن أحد أهم أسباب اكتساب تنظيم داعش قوته في ليبيا هو ارتباط مقاتليه بعلاقات بجماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة، ومسؤولين من مدن مصراتة وطرابلس وسرت وصبراتة.

 وبدءاً من عام 2018 شهدت ليبيا إعادة انتشار تنظيم داعش مرة أخرى في الجنوب، حيث المساحات الواسعة فضلاً عن قُربه من حدود الدول الأخرى، مما يسهل عملية التحرك ووصول التمويل والإمدادات المختلفة.

كما ساعدت تركيا في تسهيل عودة تنظيم داعش للجنوب بعد أن قامت بتسهيل انتقال العناصر الإرهابية إلى ليبيا عقب توقيع مذكرة تفاهم أمنية بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لدعم الميليشيات المسلحة في غرب ليبيا في الحرب ضد الجيش الوطني الليبي.