حرب لا هوادة فيها خاضها الجيش الوطني الليبي ضد جحافل الآليات والمعدات التركية في غرب البلاد، والتي أرسلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خصيصاً لدعم ميليشيات حكومة الوفاق، بعد أن تلقت هزائم فادحة وخسرت العديد من المدن، في محاولة من أنقرة للسيطرة بشكل كامل على البلاد ولكنها فشلت.
هدف تركيا الرئيسي كان احتلال ليبيا وغربها بأي طريقة كانت، حتى وإن استخدمت أسلحة فتاكة ومحرمة دولياً، خاصة وأن الاقتصاد التركي كان يحتاج إلى مورد جديد لضخ العملة الصعبة والاستثمارات الجديدة، وهو ما لوحظ عندما اتفقت أنقرة على استثمارات في مجال الكهرباء والنفط وغيرهما، فضلا عن الوديعة التي قدمتها حكومة الوفاق والتي كانت تقدر بالمليارات للبنك المركزي التركي.
ونشر موقع الإذاعة الوطنية العامة الأميركية “NBR”، تقريراً أممياً، كشف عن استخدام طائرات تركية بدون طيار، أثناء القتال بين مليشيات حكومة الوفاق السابقة وقوات الجيش الوطني الليبي.
ووصف التقرير الطائرات بدون طيار التي استخدمت في القتال بأنها “أسلحة فتاكة”، وقال التقرير: “مثل هذه الطائرات بدون طيار، المعروفة باسم نظام الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل (LAWS) ظهرت لأول مرة في مارس 2020”.
وقال الباحث في الاتحاد الوطني لدراسة الإرهاب والردود عليه، زاكاري كالينبورن، في تصريحات للإذاعة الوطنية الأمريكية: “إذا قُتل أي شخص في هجوم مستقل، فمن المحتمل أن يمثل ذلك أول حالة تاريخية معروفة لأسلحة ذاتية التشغيل قائمة على الذكاء الاصطناعي تُستخدم للقتل”.
التقرير الذي أعده فريق خبراء الأمم المتحدة بشأن ليبيا، قال إنه تم تعقب واشتباك القوات المتنازعة فيما بينهما بواسطة طائرات قتالية بدون طيار أو أنظمة أسلحة فتاكة ذاتية التشغيل مثل STM Kargu-2، وغيرها من الذخائر.
و”Kargu-2″، هي طائرة هجومية مسيرة صنعتها شركة “STM” التركية ويمكن تشغيلها بشكل مستقل ويدويا، وهي قادرة على التعلم الآلي ومعالجة الصور في الوقت الفعلي ضد أهدافها، وبالعودة إلى حساب الشركة التركية في موقع “يوتيوب”، يتبين نشرها لفيديو توضيحي عن مهام وقدرات طائرة “Kargu-2 ” الخاصة بها.
وأضاف تقرير الأمم المتحدة: “تمت برمجة أنظمة الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل لمهاجمة الأهداف دون الحاجة إلى ربط البيانات بين المشغل والذخيرة، مما يعطي قدرة حقيقية على إطلاق النار، العثور، وعدم الحفظ”.
وعلقت الإذاعة الوطنية العامة الأميركية، إن الجديد في حرب الطائرات بدون طيار في معارك ليبيا يتمثل في قدرتها على العمل بشكل مستقل، مما يعني أنه لا يوجد إنسان يسيطر عليها، واصفة إياها بأنها “روبوت قاتل”.
