تقرير يجيب.. لماذا يجب على واشنطن العمل على إخراج المرتزقة من ليبيا؟

0
212

منذ تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن رئاسة البيت الأبيض، تزايد توقعات دولية بتغير تعامل واشنطن مع الأزمة الليبية، وهو ما تأكد عبر خطوات اتخذتها الإدارة على الأرض.

وتأكدت النوايا الأمريكية نحو ليبيا، عبر رسائل كثيرة منها ما صرح به وزير الخارجية أنتوني بلنكين، في مواقف عديدة بضرورة الذهاب نحو الانتخابات المقرر لها 24 ديسمبر، وضرورة إخراج كافة المرتزقة والقوات الأجنبية.

وواصلت واشنطن تحركاتها على الأرض، فأعادت ترتيب أوراقها في ليبيا، فأوكلت لسفيرها ريتشارد نولارند، رئاسة البعثة الأمريكية في ليبيا، بالإضافة لمهامه، في 10 مايو وأرسلت بنائب وزير خارجيتها جوي هود إلى طرابلس.

والثلاثاء، التقى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى في طرابلس.

وقال هود، إن هدف الولايات المتحدة يتمثل في أن تكون ليبيا دولة مستقرة وموحدة وذات سيادة من دون تدخل أجنبي، وأن تكون دولة قادرة على مجابهة الإرهاب.

ولم تكفي تحركات الإدارة الأمريكية نحو ليبيا مراكز الأبحاث والرأي الدولية، حيث دعا تقرير نشره المجلس الأطلسي للأبحاث والدراسات الأمريكي، إلى ضرورة عمل إدارة بايدن على إخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية.

وأشار التقرير إلى أن المرتزقة الأجانب في ليبيا، ينشرون الفوضى والذعر، فقال إن البعض من هؤلاء متورطون في أعمال إرهابية، مثل تلك التي تقتحم مؤسسات الدولة لتفجيرها بمن فيها.

ونقل المركز البحثي، عن الباحثة الأمريكية سارة بيرسي قولها: إن استخدام المرتزقة ممارسة مرفوضة بشدة؛ لأنهم خارج سيطرة الدولة، مضيفاً أن هؤلاء يشكلون تهديدًا عمليا للدول وتهديدًا للفكرة المعيارية التي مفادها أنه يجب على الدول أن تحتكر استخدام القوة، فضلًا عن قتالهم من أجل المال وليس القضية.

ونقل التقرير عن الباحث جيمس باتيسون، قوله إن استخدام هؤلاء أحد أسوأ أوجه القصور الأخلاقي في الصراع.

ولفت التقرير إلى أن الصراع في ليبيا أولوية سياسية لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ لأن من مصلحة واشنطن الدفاع بقوة عن الانسحاب الفوري لجميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد، إذ سيأتي طرد المرتزقة بميزة جيوسياسية من الدرجة الثانية لهذه الإدارة.

وأكد إدارة بايدن تنظر بالفعل إلى التطورات في ليبيا من خلال منظور المنافسة مع روسيا التي تسعى الولايات المتحدة لإنهاء دورها بالقرب من أوروبا الجنوبية، مشيرًا إلى أن عدم تسوية أزمة المرتزقة الأجانب في ليبيا قريبًا يعني بقاء مستقبل مواطنيها رهينة لقوى سياسية وعسكرية من خارج حدودها.

وفي فبراير الماضي، دعت الإدارة الأمريكية عبر رئيس بعثتها في الأمم المتحدة ريتشارد ميلز جونيور، بالشروع الفوري  في سحب المرتزقة والقوات الأجنبية، كأول موقف صريح تجاه الأزمة الليبية.

ومنذ ذلك التاريخ، واعتبر مراقبون أن تلك الخطوة تحريكاً للملف الليبي إلى سلم أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، وتأكيداً على قلق واشنطن من تداعيات الأزمة الليبية على ملفات استراتيجية أخرى منها متطلبات أمن مناطق نفوذ حلف شمال الأطلسي (ناتو) وإمدادات النفط والغاز واستقرار منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، وهي ملفات تشهد متغيرات متسارعة أغفلتها واشنطن لسنوات إدارة دونالد ترامب.