حكومة “دبيبة” تحت حماية المرتزقة والميليشيات.. فهل تستطيع تنظيم انتخابات؟

0
212
عبد الحميد دبيبة والميليشيات
عبد الحميد دبيبة والميليشيات

أجواء صعبة تعيشها ليبيا، على الرغم من الوصول لاتفاق سياسي أسفر عن الوصول لسلطة مؤقتة في البلاد مؤخراً، مُتمثلة في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، برئاسة عبد الحميد دبيبة، المجلس الرئاسي الليبي، برئاسة محمد المنفي، فبعد أن ظن الكثيرون أن وقت الفوضى انقضى، وتستعد ليبيا لمرحلة سياسية جديدة، حطمت الميليشيات والمرتزقة السوريين تلك الصورة.

إجراء الانتخابات الليبية بات صعباً بعد فشل حكومة الوحدة الوطنية في التخلص من المرتزقة السوريين الذي أرسلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمساندة حكومة الوفاق، في مواجهتها ضد الجيش الوطني الليبي، بالإضافة إلى هيمنة الميليشيات على غرب ليبيا بالكامل، على مرأى ومسمع ورضا من دبيبة نفسه.

تأثير الميليشيات على حكومة عبد الحميد دبيبة، شديد وكبير، فبدلاً من إظهار العين الحمراء لوجودهم في البلاد على الصورة الحالية لهم، وتهديدهم للأمن الداخلي وأيضاً العلاقات الخارجية لليبيا، انصاع لهم وخضع لمطالبهم وطلب ودهم، من خلال منحهم حصة في حكومته، فمنح قائد ميليشياوي منصب وكيل وزارة الخارجية الليبية.

ازداد الأمر سوءاً، بعدما ظهر عبد الحميد دبيبة، يرافقه أحد قادة ميليشيات طرابلس، خلال زيارته لجنوب المدينة، وهو الميليشياوي أيوب ابوراس، هو أحد المطلوبين أمنياً لجرائمه، فضلاً عن مقابلته للميليشياوي صلاح بادي، المسؤول الأول عن حرق مطار طرابلس، وأعلن رفضه نهائياً للحوار السياسي ووقف إطلاق النار في ليبيا.

الخطر الأخر الذي يهدد إجراء الاستحقاق الانتخابي بنهاية العام الجاري وفقاً لما أعلن عنه من قبل المشاركين في الحوار السياسي الليبي، هو وجود أكثر من 11 ألف مرتزق سوري ممن أرسلهم أردوغان في غرب ليبيا، يفعلون ما يحلو لهم في ليبيا، دون أن يمنعهم أحد أو يعارضهم، خوفاً من إغضاب الرئيس التركي.

وللمفارقة، وعلى الرغم من إدعاء حكومة الوحدة الوطنية أنها تساند تصريحات وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، والخاصة بإخراج كافة المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد، لم يتمكن عبد الحميد دبيبة من اتخاذ خطوة واحدة لتنفيذ ذلك المطلب الهام، للبدء في مرحلة سياسية جديدة في ليبيا، بل أن هذا العدد الكبير من المرتزقة يهدد المجتمع الليبي بشكل عام وليست الحياة السياسية فقط.

وفي لقطة أثارت غضب الجميع في ليبيا وخارجها، ظهر قائد ما تُسمى بـ فرقة الحمزات السورية، الموالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، علاء جنيد، يتجول وسط المرتزقة السوريين في العاصمة الليبية طرابلس، ويرافقه حرسه من المرتزقة، وكأن طرابلس فرغت من أبناءها وباتت العاصمة لهم وحدهم.

ووسط تلك الأجواء المُلبدة بالغيوم، هل تنجح السلطة الليبية المؤقتة من تنظيم وإجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده المعلن بنهاية العام الجاري؟