كيف حطمت عملية الكرامة أحلام الإخوان بالسيطرة على ليبيا؟

0
95
الإخوان في ليبيا
الإخوان في ليبيا

معارك تاريخية سيخلدها التاريخ، ضمن معارك خاضها أبطال الشعب الليبي ضد المؤامرات التي حيكت ضده، طمعاً في ثرواته وسطوته، فوقعت “عملية الكرامة” كالصاعقة على رؤوس أصحاب المصالح والأجندات الخارجية والإرهابيين، وأحبطت مخططات استهدفت ليبيا ووضعها الاستراتيجي في المنطقة.

فبعد أن استغل الإرهاب أحداث فبراير، والانفلات الأمني الذي عم البلاد، بعد أن وجه حلف الناتو ضربات قاتلة لليبيا، باتت الساحة مفتوحة أمام الحركات المتطرفة والميليشيات والجماعات الإرهابية، للتحرك بشكل موسع والسيطرة على عدة مناطق ومدن رئيسية وهامة، فطغوا فيها باسم الدين، بعد قاموا بتأويله وفقاً لمصالحهم وأجنداتهم.

هَبت القوات المسلحة العربية الليبية كالرياح العاتية ضد الإرهاب، ففي مثل هذا اليوم منذ 7 سنوات، تحرك الجيش الوطني الليبي لضرب معاقل الإرهاب الأسود في كافة ربوع ليبيا، وحَرر الأراضي الليبية من براثن هؤلاء، وتمكن من خلال عزيمة وصمود أبناءه من القضاء على وجودهم في شرق ليبيا، ليكتب بذلك أسطر جديدة في تاريخ شعب ليبيا المناضل.

وجدت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، مناخاً ملائماً للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد وعلى المؤسسات الهامة بها، بعد أن خلت الساحة أمامهم، بعد أن تلقوا دعم غير مسبوق من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فكانوا ذراعه الذي يحارب باسمه في ليبيا، وأصبحوا عمالاً له وعملاءه في بلادهم، ينفذون ما يملى عليهم.

“عملية الكرامة” التي انطلقت بمشاركة شعبية واسعة ودعم كبير، بدأت عملياتها العسكرية في مدينة بنغازي، والتي كان يسيطر عليها تنظيم داعش، وبعد أن تم تحريرها، انتقلت العمليات إلى مدينة درنة التي اختطفها الإرهابيين لسنوات معدودة، سجل خلالها الجيش الوطني مواقف خالدة في ذاكرة الليبيين، والانصياع للشعب الليبي.

طَهرت عملية الكرامة الشرق الليبي والمنطقة الجنوبية، وتم تأسيس مؤسسة الجيش الوطني وإعادة تفعيل الأجهزة الأمنية بعد تعطيلها لسنوات طوال، حيث تمكنت تلك المؤسسات من إنهاء حالة الفوضى التي شهدتها العديد من المدن الليبية عقب أحداث فبراير، والقضاء على تحالفات الجماعات الإرهابية وعلى رأسها مجلسي شورى ثوار بنغازي ومجاهدي درنة واللذين ضما مقاتلي داعش والقاعدة وأنصار الشريعة ودرع ليبيا وغيرهم.

عملية الكرامة، كانت البداية الفعلية للحرب الليبية على الإرهاب الأسود فيها، ووضعت أسس إعادة بناء الدولة ووضعها الداخلي والخارجي، ولكن الخطوة الأهم التي تمكن العملية من تحقيقها، هي تحطيم آمال الإخوان بالسيطرة على ليبيا، الذين سعوا بكل قوتهم واستعانوا بقوى خارجية أحلامهم، ولكن الجيش الليبي كان لهم بالمرصاد في كل خطوة.

فرغم الدعم المادي والعسكري الكبير الذي تلقته جماعة الإخوان في ليبيا، لم تَنفل عزيمة الجيش في كل معاركه ضدهم، ولم ينظر للعُدة والعتاد الذي أعده الأتراك خصيصاً للقضاء على الجيش، فكان القوات المسلحة العربية الليبية، الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها آمال الإخوان وأعوانهم داخل وخارج ليبيا.