رئيس الوزراء اليوناني يدعو “الدبيبة” لمحو أخطاء الحكومة السابقة وإلغاء الاتفاقيات الغير قانونية

0
511
رئيس الوزراء اليوناني

دعا رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، إلى فتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين، تمحى فيها أخطاء المسيرة السابقة، ومبنية على الصراحة والحوار وفقاً لمبادئ الشرعية الدولية.

وقال رئيس الوزراء اليوناني في مؤتمر صحفي مشترك مع الدبيبة عقب لقاءهما أمس الثلاثاء في طرابلس، إنه طالب خلال لقائه مع الدبيبة، بمغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، والغاء الوثائق التي تم تقديمها على أساس أنها اتفاقيات بين الدول ولكن لا تمتلك أي قوة قانونية كما قضى بذلك صراحة المجلس الأوروبي، في إشارة إلى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعتها حكومة الوفاق المنتهية ولايتها مع تركيا في أواخر عام 2019.

وأشار إلى أنه قبل الدعوة وحضر إلى ليبيا للمرة الأولى حاملاً هدفاً أساسياً وهو تسليط الضوء على استئناف عمل السفارة اليونانية بطرابلس، والذي يعد كعلامة فارقة واستئناف ديناميكي للتعاون اليوناني الليبي.

وأضاف أنه يحمل أيضاً رسالة دعم للجهود الرامية لبناء ليبيا السلام والتقدم، مؤكداً أن بلاده ستقف إلى جانب ليبيا سواء على إطار الاتحاد الأوروبي أو من خلال الأمم المتحدة في طريق تحقيق انتخابات نزيهة وحياة سياسية طبيعية وإعادة بناء ليبيا بعيداً عن الجيوش الأجنبية والمصالح والمعيار الوحيد هو الأمن والازدهار في الجوار وفي البحر المتوسط.

وتابع: “اعتقد لقد حان الوقت لكي نترك خلف ظهورنا كل ما أدى لاضطراب علاقاتنا خلال الفترة الماضية وبعد استئناف عمل السفارة في طرابلس سيلي ذلك افتتاح القنصلية العامة في بنغازي الأمر الذي سيعمل على تنمية التعاون فيما بيننا في جميع المجالات بخطى سريعة”

ولفت إلى أن: “التطورات في العقود الأخيرة قد قلصت علاقاتنا الاقتصادية ولكن في الحقيقة تواجد رجال الأعمال اليونانيين في ليبيا لم يتوقف أبداً ومع استقرار الوضع السياسي في البلاد فإن هذا الاهتمام سيزداد نشاطاً”.

وذكر أنه ناقش مع الدبيبة، آفاق التعاون بين البلدين في عدة قطاعات مثل الطاقة والإنشاءات والنقل البحري والصحة والأمن، ولكن هناك مجالات أخرى يمكن القيام بالمزيد من التعاون مثل السياحة والتعليم والثقافة.

وقال رئيس الوزراء اليوناني: “أولويتنا هي العودة الكاملة للتعاون بيننا في مجال الطاقة والتي من الممكن توسيعها لتشمل مصادر الطاقة المتجددة ومشاريع الربط الكهربائي حيث تبرز فرص مميزة في الاستثمار العام والخاص ولكن ايضاً هناك رابط تقليدي بيننا وهو الدفاع والأمن”.

 وتابع: “لقد تخرج أكثر من 280 ضابط من كليات القوات المسلحة اليونانية ويتدرب حالياً بمركز الردع البحري عناصر من قوات خفر السواحل الليبية، وهو يكتسي أهمية جيوسياسية كبرى حيث أن خفر السواحل التابعة لكم تلعب دوراً في منع تدفق الهجرة ،عليه فإن هذا التعاون بيننا ذو جذور راسخة ومستقبل زاهر”.

وقال إن “هذا اليوم يتميز بطابع أوروبي قوي حيث أنه بعد زيارة رئيس المجلس الأوروبي ورئيسي وزراء جيرانكم الأقرب إيطاليا ومالطا وهما قاما بإجراء اتفاقات صحيحة للحدود البحرية.

وأردف: “أصدقاء ليبيا هم بجانب ليبيا وليس ببعيد عنها فأقرب بقعة أوروبية هي غافدوس ومسقط رأسي هو جزيرة كريت فإن الجغرافيا هي من تحدد إطار العلاقات الثنائية وليس الخطوط المصطنعة التي يخطها البعض على الخرائط وبذلك أنكم لستم لوحدكم في إنجاز عملكم الشاق”.

وأضاف: “وعليه يمكن أن نتعاون سوياً لترسيم الحدود بيننا ولمواصلة الحوار دائما على أساس الاحترام المتبادل للقانون الدولي والبلدان الصديقة دائماً تحل المشاكل، وأود أن أكرر أنكم لستم لوحدكم في عملكم الشاق فالاتحاد الأوروبي وأعضاؤه هم هنا حاضرون ومصممون على دعم الشعب الليبي الذي عانى الكثير”.

وأختتم حديثه بالقول: “اسمحوا لي بأن أنهي قولي بأن العلاقات اليونانية الليبية التي تعود لـ 2600 سنة للعهد الذي سافر فيه أبناء سانتوريني ووصلوا شواطئكم وقاموا بتأسيس مدينة قورينيا شحات ومن ثم بنغازي والمدن الخمسة اليونانية في ذلك الوقت زرعنا معا في مكان نبتة السلفيوم الطبية النادرة التي أطلق عليها ذهب ليبيا”.