التاريخ الأسود لجماعة الإخوان.. كيف دمرت ليبيا في عقودها الأخيرة؟

0
581
الإخوان في ليبيا

تعمل جماعة الإخوان المسلمين منذ بداية تواجدها في ليبيا والذي يرجع لمنتصف القرن الماضي. على نشر الفوضى الأمنية والارتباك والانشقاق السياسي وانتشار السلاح وضعف الدولة والفساد المالي. فهذه العوامل هي الوسط الحيوي لحياة الجماعة ونموها، وبالتالي الحفاظ على بقائها لأطول فترة ممكنة.

وظلت جماعة الإخوان تعمل كتنظيم سري على مدار العقود الماضية. إلى أن واتتهم فرصة للظهور بالمشهد السياسي عبر نجل القذافي سيف الإسلام في عام 2006.

 تعاهدت جماعة الإخوان على تأييد سيف الإسلام معمر القذافي، ليكون وريثاً في الحكم، شريطة الإفراج عنهم، واخونة الدولة. وعندما أفرج عنهم تخلى بعضهم عنه وسافر بعيداً، أما الآخرون فتعاونوا معه تقيةً. حتى إذا ما هبت ثورات الربيع العربي نكثوا عهدهم معه وانضموا للثوار وشاركوا في قتل القذافي وحبس سيف الإسلام نفسه.

واستغلت جماعة الإخوان أحداث فبراير عام 2011 التي بدأت في شكل مظاهرات سلمية، وسرعان ما تم تسليحها بدعم من قطر. وتحديداً جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة، فتكونت الميليشيات المسلحة بزعم مواجهة ميليشيات القذافي.

وتمكنت جماعة الإخوان من الوصول إلى سدة الحكم عبر المؤتمر العام منذ أغسطس 2012 إلى يوليو 2014 بحجة حماية ثورة فبراير.

وشكلت جماعة الإخوان المسلمين الذين عاد الكثير من كوادرهم من الخارج، “حزب العدالة والبناء” بقيادة محمد صوان. وفازوا بــ17 مقعداً وبالتالي حصل الحزب على بعض الحقائب الوزارية ضمن أول حكوماته برئاسة علي زيدان.

منذ اللحظة الأولى لتولي الإخوان مناصب قيادية في الدولة أدركوا أن وجودهم مرهون بتدمير الجيش الوطني الليبي. لذا حرصوا على انشقاقه وتشظيه، وعندما جاءت انتخابات البرلمان الليبي الوطني العام 2014. وأنهت سيطرة الإسلاميين على البرلمان حيث خسروا خسارة فادحة، ولم يحصلوا إلا على 20 مقعداً من مجموع 200 بالبرلمان، رفض الإخوان الاعتراف بنتائج الانتخابات، وأعلنوا أنهم أعلى سلطة في البلاد ونصبوا أنفسهم بقوة السلاح على طرابلس، ففر أعضاء البرلمان إلى طبرق، ثم ظهر النفوذ المصراتي بوضوح في 2014 في إطار ما أسموه عملية “فجر ليبيا” اعتراضاً على نتائج الانتخابات البرلمانية.

ظهر المشير خليفة حفتر ومعه الجيش الليبي الوطني كقوة في شرق ليبيا، ضد الجماعات الإرهابية فقام بطردها من محيط بني غازي، وكذا تنظيم المرابطين وأنهى عليه، وجماعة أنصار الشريعة، وسرايا الدفاع في عملية أطلق عليها “عملية الكرامة “؛ فقامت الجماعات المسلحة والكتل السياسية الداعمة للإخوان، بإطلاق عملية عسكرية باسم “فجر ليبيا” بقيادة الإرهابي الإخواني صلاح بادي للوقوف في وجه عملية الكرامة التي أطلقها حفتر.

بعد اتفاق الصخيرات بالمغرب توقف القتال بين “عملية الكرامة” و”عملية فجر ليبيا”، وتولّت حكومة الوفاق المعترف بها أممياً إدارة الدولة الليبية، وساندها الإخوان وانضموا إليها، وتوقف المشير خليفة حفتر في محيط بني غازي، وكان من مهام حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج حل الميليشيات وتسليم أسلحتها وتوحيد الجيش الليبي ودمج من يصلح من الميليشيات للجيش عبر الكلية الحربية، واستكمال وحدات الجيش وتسليحه.

 

أخبار ذات صلة

أخر الأخبار