مرتزق سوري يروي قصة تجنيد أردوغان مقاتلين في ليبيا: “وضعونا في الخطوط الأمامية وندمنا على ذلك”

0
104
مرتزقة سوريين
مرتزقة سوريين

استغلت تركيا الأوضاع المأسوية التي عاشها قطاع كبير من سكان المناطق التي شهدت حروبا ونزاعات خلال السنوات الماضية في سوريا، لتجنيد أكبر عدد من المرتزقة وبقايا الجماعات المتطرفة في تلك المناطق، وإرسالهم إلى مناطق النزاعات التي تحارب فيها بشكل غير مباشر، وأبرز تلك المناطق كانت ليبيا.

ولدعم حكومة الوفاق التي شهدت اخفاقات عسكرية كبيرة في طرابلس في مواجهة الجيش الوطني الليبي، أرسل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الآلاف من هؤلاء المرتزقة لدعمهم ومعهم خبراء بالجيش التركي لتوجيههم في تلك الحرب، حيث نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان شهادة أحد هؤلاء المرتزقة، والذي كشف عن تفاصيل خفية في تلك العملية.

وقال مرتزق سوري “ر.م”، وعمره 35 عاما، وينحدر من منطقة سهل الغارب في ريف حماة الغربي: “أنا متزوج ولدي عائلة مكونة من 5 أفراد، كنت سابقاً أعمل في أحد أفران الخبز ثم انتقلت للانضمام لصفوف الجيش السوري (قوة عسكرية مسلحة معارضة تتبع تركيا) براتب لا يتعدى 150 ليرة تركية ما يعادل 20 دولار أميركي، وتسبب النزوح وتشردي في انهيار وضعي المعيشي بشكل كامل، وذلك أجبرني على الذهاب للقتال في ليبيا”.

وأضاف: “تجنيدي كان عن طريق أحد الضباط السوريين، الذي أخبرني بتفاصيل الموضوع والراتب الذي سأحصل عليه وهو 2000 دولار امريكي شهرياً، ذهبت حينها لأحد مقرات الجيش الوطني، وهناك تم تسجيل اسمي، وأخبروني بموعد الانطلاق، الانطلاقة كانت في الشهر 5 من العام الفائت 2020، انطلقنا من منطقة عفرين إلى مدينة  غازي عنتاب التركية، عن طريق المخابرات التركية، كنا قرابة 100 مقاتل، ومعنا بعض الضباط السوريين بالجيش السوري، وخضعنا هناك لدورة عسكرية قصيرة لمدة أسبوعين تقريباً”.

وتابع: “انطلقنا من مدينة غازي عنتاب  إلى مدينة اسطنبول عبر طائرة ركاب تركية، ثم جرى نقلنا عبر طائرة نقل تركية أيضاً، إلى مدينة مصراتة الليبية، وصلنا وكان هناك عدة مقرات وقطع عسكرية مجهزة، بقينا مدة أسبوع تقريباً لم نخرج من الثكنات العسكرية دون معرفة السبب، ولم يتم نقلنا إلى مناطق القتال، وبعد مضي أسبوع تقريباً، تم نقلنا للقتال على الجبهات، إلى جانب قوات حكومة الوفاق الليبية، كان هناك العديد من الجبهات المشتعلة في طرابلس ومصراتة وغيرها”.

وقال: “شاركت عدة مرات في المعارك واستمر وجودي في ليبيا مدة 4 أشهر تقريباً، غالبية المقاتلين السوريين من فصائل الحمزات وفرقة السلطان مراد وفرقة سليمان شاه وفيلق الشام، كان المقاتلون السوريون يوضعون على خطوط التماس الأولى والمناطق الساخنة في الاشتباكات، كما قتل وأصيب خلال المعارك أمامي عدة شباب ومنهم أصدقاء لي”.

وتابع: “بالنسبة لي فقد دفع لي كامل المبلغ، ولكن بعد قبض المبلغ وهو قرابة 8 آلاف دولار، طلب مني أحد الضباط الذي نسق لي عملية الذهاب مبلغ 500 دولار، كما أنه تأخر دفع المبلغ لمدة شهر تقريباً، ولكن اعرف الكثير من الشباب ممن تخلف الجيش الوطني في سوريا عن دفع مستحقاتهم أو دفع جزء منها فقط”.

وأضاف: “قمت بصرف المبلغ بمشروع بناء منزل لي في منطقة دير حسان لأنتهي من ويلات النزوح في المخيمات، وتحسنت ظروفي المعيشية قليلاً، ولكن بذات الوقت أشعر أحياناً بالندم على ذهابي وتركي لبلدي الذي من واجبي أن أقاتل فيه على الأقل وليس القتال في معركة لا يعنينا من المنتصر فيها، ولكن الظروف المعيشية قد تجبر الإنسان أحيانا فعل شيء دون التفكير بنتائجه السلبية، آمل أن يتوقف تجنيد الشباب السوريين بهذه الطريقة عبر استغلال ظروفهم وحاجتهم لسد جوع عائلاتهم، وهنا بالتاكيد تتورط تركيا بالدرجة الأولى في هذا الأمر”.