مصطفى صنع الله: بطلاً لمكافحة الفساد!.. ماذا عن التقارير الرقابية؟

0
186
مصطفى صنع الله

في ظل وقائع فساد بالجملة وجدت الإدارة الأمريكية في رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، مصطفى صنع الله، بطلاً في مكافحة الفساد، بل ومنحته وسام لذلك.

وأمس الثلاثاء، أعلنت سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا، منح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، وسام بطل مكافحة الفساد، لرئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله.

وتواصل السفير الأمريكي لدى ليبيا، السفير ريتشارد نورلاند، مع مصطفى صنع الله، لمنحه وسام بطل مكافحة الفساد، الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، كما قدم الوسام افتراضيًا خلال المكالمة، ووعد بتسليمه لرئيس مجلس الإدارة في أول فرصة تجمعه به شخصيًا.

ولم تلتفت الإدارة الأمريكية للمخالفات التي أنهكت المؤسسة الوطنية للنفط، درجة أنها لم تتابع ما تناولته الصحف الأجنبية، حول القضية التي رفعتها المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس ضد شركة Alpine Armoring الأمريكية، قضية بسبب سيارة مصفحة، في محكمة في هيوستن بولاية تكساس الأمريكية.

ورفعت المؤسسة القضية، لأنهتم خرق العقد المبرم بينهما في يناير 2020 لتسليم سيارة من نوع ” شيفروليه سوبربان 3500 HD ” مصفحة تفوق قيمتها نصف مليون دولار وما يعادل حوالي 1.78 مليون دينار ليبي بالسعر الرسمي، وجلبها صنع الله أنه يعمل في وسط تعمه الفوضى والميليشيات والجماعات المسلحة.

اقرأ أيضاً: أفريكا إنتلجنس يكشف تفاصيل قضية بين صنع الله وشركة أمريكية.. والسبب: سيارة بقيمة 371 ألف دولار

وبعيداً عن ذلك، كانت مخالفات رصدها ديوان المحاسبة الليبي، في تقريره الأخيرة، على رأسها إخفاء المؤسسة الوطنية للنفط لكل ما يتعلق ببيانات مجالس الإدارات بالشركات التابعة للقطاع عن ديوان المحاسبة، إضافة إلى تدني تقارير هيئات المراقبة بالشركات النفطية خاصة في شركتي الخليج العربي والواحة النفطيتين.

ورصد تقرير ديوان المحاسبة، تأخر الشركات النفطية في إحالة مصروفاتها الفعلية للمؤسسة وكذلك المركز الرئيسي عن الفترة من 01/10/2017 إلى 21/12/2017، وذلك بالمخالفة للقانون، مع التأخر الشديد في إعداد الميزانيات حيث سجلت آخر ميزانية للمؤسسة منذ سنة 2007.

وكشف ديوان المحاسبة عن وجود قصور في مراجعة الإدارة الداخلية واقتصار عملها على المراجعة المستندية للمعاملات، بالإضافة إلى فتح مؤسسة النفط فرع في هيوستن بالولايات المتحدة بالمخالفة للقانون، ناهيك عن مخالفات أخرى وردت في التقرير.

لم تقف مخالفات المؤسسة الوطنية للنفط تحت إدارة صنع الله عند هذا الحد، ففي تقارير هيئة الرقابة الإدارية، وردت مجموعة من المخالفات، على رأسها عدم التزام مؤسسة النفط بعقد اجتماعاتها الدورية، وعدم وجود هيكل تنظيمي وملاك وظيفي بالمخالفة للقانون.

وأكد التقرير عدم وجود بيانات وافية عن وسائل النقل والمقار المملوكة للمؤسسة، والمسلمة للأشخاص، كذلك التوسع في الإيفاد لمهام خارجية وتكرارها لبعض الموظفين، دون الحاجة إلى ذلك.

كما تأكد وجود ازدواج في العضوية لأحد أعضاء مجلس الإدارة مع إحدى الشركات النفطية التابعة للمؤسسة، وهو ما يؤثر على عمليات المحاسبة والمكاشفة بالمخالفة للقانون، كذلك عدم إحالة المخصصات المالية لمرتبات العاملين بشركة تموين الحقول النفطية لعدة أشهر.

ومن بين جملة المخالفات، تبين عدم إلزام المؤسسة للشركات النفطية بالتعاقد مع شركة تموين الحقول وعدم إلزامها بتسديد ما عليها من ديون لصالح الشركة، ناهيك عن عدم توفر الحماية الكافية لبعض الحقول مما أدى إلى تعرضها للنهب والتخريب.

وفي أكتوبر الماضي، نسب بطل مكافحة الفساد لنفسه افتتاح حقل “سيناون م ن 100” لأول مرة غرب طرابلس رغم افتتاحه في 3 يناير 2011، وتم منح الامتياز م.ن 100 البالغ مساحته (3149 كم مربعاً) لشركة الخليج للنفط في أكتوبر 2007، وانطلق العمل الفعلي مع نهاية شهر مايو 2010، وذلك بالبدء في أعمال ربط الآبار بخطوط الشحن الرئيسية بين المحطات والمجمع الرئيسي من ثم الربط بمنظومة أنابيب شركة مليته للنفط والغاز.