15 فبراير.. يوم اختلطت دماء 21 مصرياً بمياه سرت الليبية

0
295

6 أعوام مضت على أبشع الجرائم الإرهابية التي ارتكبها تنظيم داعش في حق المدنيين في العالم أجمع، وهي حادثة إعدام 21 مصرياً في واقعة عرفت بـ” ذبح الأقباط المصريين في ليبيا”، والتي جرت خلف فندق المهاري في سرت.

الجريمة أحدثت حالة غضب عارمة في العالم أجمع، وذلك بعدما نشر التنظيم مقطع فيديو عبر منصاته وتداولته شبكات التواصل الاجتماعي، أظهر عناصر التنظيم الملثمين وهم يذبحون 21 مصرياً أمام الكاميرا، بعد أن أجبروهم على ارتداء ملابس الإعدام برتقالية اللون، قبل أن يلقوا بجثثهم في مياه البحر.

وتستمر تداعيات تلك الحادثة الإرهابية حتى بعد مرور الستة أعوام، وكثيراَ ما تذكر بها مصر، ففي يوليو الماضي، قال وزير الخارجية المصري، إن قوى الشر امتدت من ليبيا واستهدفت أرواح العشرات من الأبرياء في المساجد والكنائس داخل مصر.

واستطرد أمام مجلس الأمن، أن عملية ذبح 21 مصرياً في سرت كان جريمة بشعة صدمت ضمير البشرية.

وكانت الظروف المحيطة بتلك القضية شديدة التعقيد، ورغم ارتكابها في 15 فبراير 2015، إلا أنه تم التوصل لملابساتها بعد نحو عامين، حين ألقي القبض على أحد عناصر التنظيم الذين كانوا شهودا على الجريمة المروعة.

وفي سبتمبر 2019، أعلن رئيس التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي المكلف، الصديق الصور، القبض على منفذ ومصور واقعة ذبح الأقباط المصريين في ليبيا، والتي جرت خلف فندق المهاري في سرت.

وشهد الداعشي، بأن أحد العناصر طلب منه تجهيز سيارة والتوجه بمعدات الحفر إلى منطقة السبعة بسرت الليبية المطلة على الشاطئ، وبعدها وصل عدد من الدواعش يرتدون زياً موحداً أسود اللون ونحو 21 آخرين، تبين له أنهم ضحايا مسيحيون مصريون وتم اختطافهم في وقت سابق.

واستخدم داعش في تنفيذ عمليته، تقنيات حديثة في التصوير، وإضافة لإعادة التصوير أكثر من مرة، لرفضهم ظهور مقاومة الضحايا أثناء ارتكاب الجريمة، حيث لجأوا لضرب الضحايا رداً على محاولات الدفاع عن أنفسهم.

وتمكنت السلطات الليبية من التوصل إلى مكان دفن الجثث، جنوب مدينة سرت في المنطقة الواقعة بين خشوم الخيل وطريق النهر، وانتشال الجثث وتسليمها إلى السلطات المصرية.

بينما نجحت الداخلية الليبية في 2020 في تحديد موقع مقتل المسيحيين المصريين، بعد تحرير الجيش الليبي لسرت ودخوله للمدينة في يناير الثاني الماضي. وحرص رئيس الشرطة الليبية على محو آثار الإرهاب التي ارتبطت بهذه المدينة، عبر إلقاء كلمة تحمل رسالة الأمن والسلام إلى العالم من سرت، وتؤكد زوال خطر داعش عن المدينة الليبية.

وآن ذاك، كان الرد المصري عنيفاً، حيث قصف الطيران الحربي مواقع معسكرات أسلحة وذخيرة ومناطق تمركز تابعة لتنظيم داعش في ليبيا. 

وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي تابع الضربة الجوية بنفسه من غرف العمليات للقيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، على عدم التهاون في القصاص لشهداء مصر، معلناً الحداد 7 أيام على أرواحهم وتقديم جميع أشكال الدعم نحو أهالي الضحايا.

وفي يناير 2019، نفذ الجيش الوطني الليبي عملية نوعية ضد تنظيم داعش في الجنوب الليبي، قتل خلالها الإرهابي المصري عبدالله الدسوقى، أحد المشاركين في حادثة ذبح امصريين بالإضافة إلى المتطرف المهدى دنقو، المعروف بـ “مهندس إعدام الأقباط”.