لماذا رحبت تركيا بالمبادرة الألمانية لتحسين علاقاتها مع فرنسا؟.. ليبيا في الواجهة ومصر أيضاً

0
308

على مدار أشهر شهدت العلاقات الفرنسية التركية توتراً، وصل حد التهديد بتوجيه ضربات عسكرية في منطقة شرق المتوسط، للحد من الاستفزازات التركية فيها.

ورغم حالة الهدوء الحذر التي شهدتها المنطقة كانت هناك تحركات دبلوماسية ألمانية لتهدئة الأوضاع بين باريس وأنقرة، التي هددت بإغراق أوروبا باللاجئين السوريين على أراضيها، أخرها زيارة وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس أنقرة أمس، والذي حمل في أجنداته مبادرة الحل.

الكل سيخسر حال فتح الحدود التركية، لذا ارتأت برلين التحرك لمنع تفاقم الأوضاع، خاصة مع تزامن التهديدات التركية مع مواصلة توتير الأوضاع في ليبيا، واستمرار تفاقم الأزمة التي طالما عانت منها أوروبا على مدار عقد من الزمن.

اقرأ أيضاً

الرئيس الفرنسي: خرق تركيا حظر توريد السلاح إلى ليبيا يهدد أمننا ولن نتهاون معها

ومع استمرار التعنت التركي ومواصلة دعم الإرهاب في ليبيا والتدخل عسكرياً على مدار عام وأكثر، لجأ الاتحاد الأوروبي للتهديد بفرض عقوبات في جلسات عامة للاتحاد وكذلك عبر تصريحات شديدة اللهجة للمسؤولين الأوروبيين والفرنسيين على وجه الخصوص.

ومع زيادة الخناق الأوروبي على أنقرة، في ظل تزايد الإيمان الدولي بتورط نظام رجب أردوغان بتوتير منطقة شرق المتوسط، رضخت تركيا لضرورة الحل الدبلوماسي ورفع يدها عن الميليشيات في ليبيا، للتمهيد للحل السلمي وإعادة ترتيب الأوراق مع جيرانها الأوروبيين.

اقرأ أيضاً

أوروبا تكشر عن أنيابها ضد أردوغان.. عقوبات منتظرة بسبب ليبيا وشرق المتوسط

ويرى مراقبون أن تغير المعادلة في الوقت الحالي ومحاولة أنقرة للحد من تمويل الميليشيات في ليبيا وراءه أبعاد أخرى، تتلخص بالحصول على تسهيلات في تلك الدولة المنهكة، استثمارية واقتصادية.

بينما يرى البعض الموافقة التركية على المبادرة الألمانية بتصليح العلاقات مع باريس، أنها للتماشي مع التحرك الفرنسي لحل الأزمة الليبية سلمياً، بالإضافة لتقديم حسن النوايا، تمهيداً لتحسين العلاقات مع الحليف الأقوى لفرنسا في الشرق الأوسط مصر، تلك الدولة الراغبة في التصعيد عسكرياً في ليبيا، حال تمادت تركيا وانتهكت وقف إطلاق النار.

ويعزز التحركات التركية لتحسين العلاقات مع مصر، إتمام المصالحة الخليجية وتحسين العلاقات مع حليفها قطر، متخذة من ذلك بوابة لتحسين العلاقات مع القاهرة، والتي خسرت بموجبها أنقرة الكثير من الحلفاء.

ويرى مراقبون أنه من الممكن أن تسحب تركيا قواتها المتواجدة في ليبيا خلال فترة 6 أشهر كأحد التنازلات لفرنسا ولمصر أيضاً، في ظل تقارير تتحدث عن وجود تحركات بهذا الشأن.

ويعزز كافة تلك التصورات، زيارة وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس تركيا، الاثنين، لبدء تفعيل الوساطة لحل أزمة شرق المتوسط بين تركيا واليونان التي تدعمها فرنسا، وتحسين العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي.

ومؤخراً، استؤنفت المحادثات الاستكشافية بين اليونان وتركيا برعاية ألمانية لاستعادة الثقة المفقودة وخلق حوار موجه نحو الحل.