الباحثون عن الخراب.. لماذا ترفض ميليشيات الوفاق “وقف إطلاق النار”؟

0
109

يتسائل الكثيرون من متابعي الأزمة الليبية ومستجداتها وما وصلت إليه الآن من خطوات لتحقيق السلام وحل الأزمة ووقف القتال الدائر منذ سنوات، عن الأسباب المنطقية التي تجعل شخص واحد يعيش على التراب الليبي أن يرفض مبادرة لوقف إطلاق النار ووقف نزيف الدم والمعاناة التي يعيشها أبناء الوطن.

فعلى الرغم من المحاولات الدولية من الدول الفاعلة في الأزمة، لإيجاد حلول سياسية يمكنها إيقاف حالة الاقتتال، إلا أن ميليشيات الوفاق وبعض الشخصيات في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، أعلنوا رفضهم علانية لاتفاق وقف إطلاق النار، مُشككين في صلاحيات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، التي جمعت عسكريين من الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق.

ولعل أبرز الرافضين لاتفاق وقف إطلاق النار، هو الميليشياوي صلاح بادي، قائد ما يُعرف بـ “لواء الصمود”، فقد كشف عن نواياه في استمرار حالة القتال على الأراضي الليبية، فقد أراد “بادي” أن تستمر الفوضي من أجل ضمان استمرار هيمنته على المجموعات المسلحة التي تأتمر بأمره، وتُسبب الخراب.

ولكن، ما الذي يجعل هؤلاء يرفضون أي حل سلمي ويرغبون في استمرار القتال ونشر الفوضي، في حقيقة الأمر أن هناك العديد من الأسباب التي تجعلهم في تلك الحالة “الجنونية”، أبرزها سيطرتهم على مجريات الأمور في الشارع الليبي، وبالتحديد الغرب، خاصة وأن كل محاولاتهم في الاستيلاء على “شبر” واحد في شرق ليبيا فشلت.

ميليشيات الوفاق، الباحثين عن الخراب في كافة أرجاء البلاد، يعملون بشتى الطرق أن يبقى الوضع كما هو عليه، والشعب فقط هو من يدفع ثمن ذلك، فوجود هؤلاء، أدى إلى خراب شامل عم أرجاء البلاد، فلم يتوقف تحكمهم على الوضع الأمني “غير الآمن” في ليبيا، وإنما سيطروا على أيضا على اقتصاد الغرب الليبي.

وتمكن العشرات من آمري تلك الميليشيات من تكوين ثروات طائلة، وأصبحوا من أصحاب الأملاك، داخل وخارج ليبيا، بعدما سيطروا على الموانئ والنفط والغاز، وفتحوا أبواب بلادهم للمعتدي والمحتل التركي لدخولها والتنعم في خيراتها وخيرات شعبها.

كشفت إذاعة “آر أف إي” الفرنسية، عن تورط الميليشياوي ورئيس حزب الوطن، عبد الحكيم بلحاج، في التوسط مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا، عبر الخطوط الجوية التي له علاقة ملكية بها، وهو ما يعني عمل أنقرة على إثارة الفوضى في البلاد تمهيدا لغزوها.

وأشارت الإذاعة، إلى أن شركة الأجنحة الليبية، تورطت في عشرات رحلات نقلت خلالها آلاف المرتزقة والجهاديين من وإلى ليبيا.

ومن جانبه أكد المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، رفض الاتحاد القاطع لوجود أية مرتزقة في ليبيا.

وأضاف “ستانو” في تصريحات له أمس الإثنين، أن الاتحاد الأوروبي مستعد للمساهمة بكل ما يستطيع من أجل الدفع باتجاه حل سياسي في ليبيا.