تصعيد تركي لإفشال الحل.. “آكار” يعلن الحرب على الشعب الليبي من طرابلس

0
126

أثارت الزيارة العسكرية التركية للعاصمة الليبية طرابلس، المتزامنة مع تمديد مهام القوات التركية في غرب ليبيا 18 شهراً؛ تساؤلات عدة بشأن أهدافها، في وقت تجري فيه الأمم المتحدة حوارات سياسية وعسكرية، يأمل خلالها الليبيون أن يتوصل الفرقاء إلى حل يعيد الاستقرار إلى ليبيا ويحفظ أمنها وسيادتها ويطرد المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد.

ووصل وفد عسكري وأمني بقيادة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إلى العاصمة الليبية طرابلس، السبت، في زيارة مفاجئة، كشفت عنها الصحف والوكالات الليبية، أثارت جدل وغضب واسع في الأوساط الليبية لاسيما وأنها تأتي بعد شهور قليلة من اتفاق وقف إطلاق النار في جنيف والذي ينص على خروج القوات الأجنبية من ليبيا خلال 3 أشهر من توقيعه.

وتعيد أنقرة بهذه الزيارة المثيرة للشكوك، مشاهد الحرب والتعدي على سيادة ليبيا، مستمرة في تصعيدها الساعي إلى عدم حل الأزمة بالطرق السياسية، في أعقاب تقارير تتحدث عن نقل مزيد من المرتزقة السوريين ووصول طائرات شحن عسكرية إلى غرب البلاد، فضلا عن تواصل برامج التدريب العسكرية التركية للميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق.

وتمثل هذه الزيارة دعم واضح من قبل الحكومة التركية، ورئيسها رجب طيب أردوغان لميليشيات حكومة الوفاق ضد قوات الجيش الوطني الليبي الداعم الرئيس للاستقرار في البلاد، حيث تشير تحركات أنقرة الاستفزازية إلى نيتها استخدام عملائها في الغرب الليبي من أجل استهداف أي مساعي لحل الأزمة والوصول إلى هدوء دائم في محاور ليبيا وذلك من أجل الاستمرار في نهب الثروات الليبية ودعم الميليشيات، وعدم الرغبة في الوصول لحل سلمي في ليبيا حتى الانتهاء من مصالحها.

وكان القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، المشير أركان حرب خليفة حفتر، شدد الخميس، أنه لا خيار أمام الأتراك سوى مغادرة ليبيا، سلما أو حرباً، داعياً إلى الاستعداد لطرد القوات التركية وميليشياتها من الأراضي الليبية، وقال إنه “يجب أن نصوب نيران أسلحتنا نحو تركيا”.

وأكد حفتر أنه على الليبيين “رفع راية التحرير من جديد ضد العدو التركي المتغطرس”، مشيراً إلى أن “الحرب على تركيا ومرتزقتها في ليبيا بدأت تلوح في القريب”.

ويلاقي التدخل التركي في ليبيا انتقادات واسعة من قبل الساسة الليبيين والحركات الوطنية الليبية، حيث يدعم الشعب الليبي وممثليه من قبائل وبرلمانيين الجيش الوطني الليبي في حربه ضد المحتل التركي ومرتزقته وميليشياته وداعميه وعملائه على الأراضي الليبية، لاسيما وأنه يعتبر هو المسؤول عن استقرار أوضاع الشعب الليبي بموجب الدستور والقانون في ليبيا.

لكن أنقرة يبدو أنها مصممة على مواجهة الشعب الليبي الذي ينادي بخروج جميع المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، والحل الليبي الليبي دون تدخلات خارجية، حيث مثلت زيارة وزير الدفاع التركي في هذه الفترة تصعيدا لموقفها داخل ليبيا والرغبة في محاربة الشعب الليبي داخل بلاده وهو ما ظهر في تصريحات وزير الدفاع التركي صباح اليوم.

وقضى وزير الدفاع التركي خلوصي آكار في تصريحاته التصعيدية على ما تبقى من آمال للتهدئة في ليبيا، مجدداً تمسك بلاده بخيار الحرب، قائلا: “ليعلم الجيش الليبي وداعموه أننا سنعتبرهم هدفاً مشروعاً في جميع الأماكن بعد كل محاولة اعتداء على قواتنا”.