بتحالفات تركية قطرية.. هكذا خرقت حكومة الوفاق “وقف إطلاق النار”

0
77

شهدت الأزمة الليبية في الآونة الأخيرة بادرة أمل جديدة، بعدما توصلت اللجنة العسكرية “5+5” إلى اتفاق ملزم بوقف إطلاق النار على كامل التراب الليبي وبشكل دائم ومستديم، ولاقى ذلك الاتفاق تفاعلا كبيرا من كافة دول العالم بعدما وجدوا فيه أملا جديدا لإنهاء الصراعات في ليبيا، إلا قطر وتركيا، كانا ضد ذلك بالاتفاق بالفعل والقول.

فلم تمر ساعة من الزمن على إعلان الاتفاق، إلا وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريح نشرته وكالة الأناضول التركية، رفضه للاتفاقية بشكل ضمني، وقال إن ذلك الاتفاق لن يكتمل لأنه في الواقع منقوص _على حد وصفه_ وأظهر بذلك نيته السيئة تجاه ليبيا وكشف مطامعه الخفية.

وعلى الرغم من بنود الاتفاق التي نصت على إلغاء كافة الاتفاقات العسكرية والاقتصادية المبرمة بين كل طرف من أطراف النزاع ودول أو جهات أخرى، إلا أن معسكر الوفاق أعلن أن تلك الاتفاقيات سارية ولا مساس بها على الإطلاق، وهو ما أيدته تركيا بالتأكيد، بعد أن أوعزت لهم بإطلاق تلك التصريحات التي تُهدد السلام المنتظر على الأراضي الليبية.

أما قطر، ذراع أردوغان المُخرب في الأراضي الليبية، فلم يعلن أو يصرح علنا مسؤوليها برفضهم الاتفاق، بل كان ذلك عمليا، بعد استقبلت وفود من حكومة الوفاق لإتمام اتفاقيات عسكرية مشتركة ضاربين بعرض الحائط كل ما تم الاتفاق عليه وما وافق ورحب به دول العالم الراغبين في إنهاء الأزمة التي طال أمدها.

حاولت حكومة الوفاق إنقاذ نفسها من ذلك الاتفاق بالاستعانة بقطر، فذهب وزير الداخلية المفوض من حكومة الوفاق إلى قطر لإبرام اتفاقية أمنية، مع وزير الداخلية القطري، خالد بن خليفة، تضمنت الزيارة بحث الوضع الأمني في ليبياـ، وتبادل الخبرات “الأمنية” بين حكومة الوفاق وقطر، وكأنه لا يوجد أي اتفاق أو محاولات لحل الأزمة بين الليبيين.

مر أكثر من 10 أيام على تلك الزيارة، وخلال تلك الفترة كانت حكومة الوفاق تبحث عن محاولات لتدعيم صلات الوصل بينها وبين قطر، فذهب هذه المرة وزير الدفاع المفوض بحكومة الوفاق صلاح الدين النمروش، بحجة بحث مستجدات “الوضع العسكري” في الأراضي الليبية مع نظيره القطري، لكن تلك الزيارة في حقيقة الأمر رسالة مُبطنة برفض اتفاق وقف إطلاق النار.

“النمروش” هو أحد أبواق حكومة الوفاق، التي خرجت بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار وأعلن أن ذلك الاتفاق لن يشمل الاتفاقيات الأمنية والعسكرية المبرمة بين حكومة الوفاق والجانب التركي، وكرر تصريحات المعادية للاتفاق والرافضة له بطريقة مباشرة وغير مباشرة، ليعلن بذلك استمرار الصراع في ليبيا.

وأيدت تركيا تصريحات “النمروش” ورفضه الاتفاق، بعدما نشرت وزارة الدفاع التركيا عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” صورا لعناصر من قوات الوفاق أثناء تدريبها من قبل ضباط أتراك على حمل السلاح والتعامل به، وكأن الحرب والمعارك مازالت مستمرة، وكأنه لم يحدث اتفاق بوقف إطلاق النار من الأساس.