في ذكرى تحرير بنينا.. يوم كسر الليبيون شوكة إرهاب الزهاوي ووسام بن حميد

0
279
الجيش الليبي - وسام بن حميد ومحمد الزهاوي
الجيش الليبي - وسام بن حميد ومحمد الزهاوي

قبل 6 أعوام من اليوم، كان الليبيون على موعد مع نصر كبير، حين حرر الجيش الليبي سيطرته على بنينا بعد معركة شرسة، سميت بأم المعارك ضد الإرهاب، واجه خلالها آلاف الإرهابيين، وتمكن من طردهم من المدينة ومضاعفة خسائرهم واستئصال قادتهم.

وسميت معركة مطار بنينا بأم المعارك، لأن القتال فيها اتسم بالشراسة والكثافة النيرانية، بين قوات عملية الكرامة، التي أطلقها المشير خليفة حفتر، ومسلحي ما يُعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي، حيث استخدمت كافة الأسلحة فيها (الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وظلت المعارك على شراستها لمدة أشهر قبل أن يتمكن الجيش من حسمها لصالحه.

وبدأت المعركة بمحاولة مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي الإرهابي، إحكام السيطرة على مطار بنينا، والقاعدة الجوية الملاصقة لها، من أجل بسط نفوذه السياسي والاقتصادي على المدينة، وهو ما أعطى المواجهات قوة وأهمية في آن معاً، وذلك لأن السيطرة على بنينا تعني السيطرة على مطارين أحدهما مدني والآخر عسكري، بالتزامن مع هجوم “فجر ليبيا” على مطار طرابلس وقاعدة معيتيقة، ما يعني أنه كان هناك تنسيقاً بين الميليشيات الإرهابية للسيطرة على تلك المناطق الإستراتيجية.

وتأسس مجلس شورى ثوار بنغازي، في 20 يونيو 2014، وضم مجموعة من الكتائب على رأسها “أنصار الشريعة” و”درع ليبيا 1″ و”كتيبة 17 فبراير”، وكتيبة “راف الله السحاتي”.

ونشبت المعركة في مايو ويوليو 2014 بين الجيش الليبي والمجلس الإرهابي ومجموعات داعمة للجيش من أهالي المدينة، أثبتت بسالة الليبيين في وجه العمليات الانتحارية للمتطرفين، حيث وصل عدد الهجمات الإرهابية على المطار إلى 11 هجوم منذ الأول من سبتمبر 2014. وكان المطار قد أغلق منذ أن بدأت معركة عملية الكرامة في مايو 2014.

وخلال المعركة، كادت أن تنقلب الدفة لصالح المتطرفين، إلى الخضم العسكري، حين تراجعت قوات الجيش، أمام شدة المعارك وقلة الإمكانيات وكثرة عدد المتطرفين الذين قدرت بعض الإحصائيات حينها فى مجملهم بأكثر من 7000 عنصر بين ليبيين وأجانب، منهم مصريين وتونسيين وسوريين وحتى آخرين من وسط أفريقيا وآسيا وأوروبا بما فيهم مهاجرين مغاربة وجزائريين يحملون الجنسية الفرنسية والبلجيكية وغيرها.

وخشي الليبيون سيطرة الميليشيات المتطرفة على المطارات، فلو حدثت سيكون الطريق ستكون مفتوحة جنوباً إلى منطقة الرجمة، حيث مقر القيادة العامة التي كانت تتنقل بين المنطقة ومدينة المرج وكان سيكون سقوط مقرها سقوطاً لرمزية هامة عقب سقوط معسكر قوات الصاعقة الواقع على الطريق إلى بنينا نفسها في 29 يوليو أي قبل شهرين تقريباً من احتدام المعركة في محيطه، بعد تحالف أُبرم بين جماعتي الإخوان المسلمين والليبية المقاتلة من جهة مع أنصار الشريعة عبر مجلس شورى ثوار بنغازي (قوات الدروع)، كما قدم رئيس المؤتمر الوطني العام علي زيدان دعماً سياسياً لتلك المعارك، خاصة بعد خسارة الإسلاميين في معركة انتخابات النواب.

وأدت معركة بنينا إلى مقتل نحو 634 من المدنيين والعسكريين، وفق إحصائيات بمواقع ليبية، بالإضافة إلى مقتل عدد كبير من قادة مجلس شورى بنغازي، من بينهم يحيى المقصبي، وسليم نبوس، وقائد تنظيم أنصار الشريعة محمد الزهاوي المكنى بأبو مصعب.

وقدرت السلطات المحلية بالمنطقة نسبة الدمار الذي تعرضت له البلدة بـ20% من المباني الحكومية، ففي 13 يوليو 2015، رصدت لجنة حصر الأضرار بمجلس بنينا المحلي، تضرر 1.076 مبنى.