من ينقذ المهاجرين من بطش العمو؟.. أطباء بلا حدود تضع الوفاق في ورطة وتكشف احتجاز 60 مهاجراً ومقتل 3 آخرين

0
122
وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا والعمو الدباشي
وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا والعمو الدباشي

رغم تعهدات حكومة الوفاق باتخاذ إجراءات جادة لحماية وأمن المهاجرين غير الشرعيين عبر ليبيا، إلا أن تلك التعهدات لا وجود لها من الصحة، مع استمرار الانتهاكات والتصرفات الإجرامية.

في صبراتة، والتي تسيطر عليها ميليشيات حكومة الوفاق ومهربو البشر، تستمر معاناة المهاجرين، وهو ما أكدته اليوم، السبت، منظمة أطباء بلا حدود، في بيان لها، أن ميليشيات متطرفة تحتجز 60 مهاجراً على الأقل بينهم 24 طفلاً في ظروف “مروعة” بعد اختطافهم قبل أسبوعين تقريباً.

وقال بيان المنظمة الدولية، إن مسلحين ملثمين اختطفوا المهاجرين في 28 سبتمبر من العجيلات، على بعد حوالي 80 كيلومترًا غرب العاصمة طرابلس، مضيفاً أن الجماعة المسلحة احتجزت في البداية نحو 350 مهاجراً، معظمهم من غرب أفريقيا، وتمكن أغلبهم من الفرار، بينما أطلق سراح آخرين.

وأخطرت منظمة أطباء بلا حدود، جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بحكومة الوفاق عن الواقعة بعد يومين من الاختطاف، ثم زارت المعسكر الذي يحتجز فيه المهاجرون .

رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في ليبيا، غيوم باري، قال إننا وجدنا أكثر من 350 امرأة وطفل ورجل ينامون على الأرض في ظروف معيشية مروعة دون الوصول إلى المياه أو الاستحمام أو المراحيض، مضيفاً: الميليشيات سرقت أشياء ثمينة ووثائق هوية من المهاجرين، قبل نقلهم إلى معسكر يحرسه مسلحون في مدينة صبراتة الساحلية القريبة، وهي أكبر نقطة انطلاق للمهاجرين الأفارقة الذين يقومون برحلة خطرة عبر البحر الأبيض المتوسط ، وفق قوله.

وتابعت أطباء بلا حدود، أن الرهائن الباقين محتجزون لدى الميليشيا في قاعدة عسكرية سابقة، فيما قال اثنان من سكان صبراتة ومهاجر إن معظم المسلحين ينتمون إلى ميليشيا أحمد الدباشي الملقب “العمُّو”، والمصنف من قبل مجلس الأمن الدولي عام 2017 مهرب رئيسي للاتجار بالبشر – مطلوب للنائب العام .

وسمح للأطباء التابعين للمنظمة الدولية بمقابلة النساء والأطفال من بين المهاجرين الأسرى، ولم يُسمح لهم بمعالجة الرجال، مضيفة أن إطلاق نار اندلع بعد محاولة المهاجرين الفرار يوم 2 أكتوبر ، وقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وأن الوضع في المعسكر متوتراً حيث أطلق مسلحون النار في الهواء.

وأكد أحد المهاجرين، وفق ما نقلت تقارير، على أن رجال الميليشيا يسعون على الأرجح للحصول على فدية من عائلات المهاجرين المحتجزين ، أو لبيعهم لمُتجِرين آخرين .

في سياق متصل، قالت وكالة أسيوشيتد برس الأمريكية، إن ميليشيا العمو وأخرى تسمى الكتيبة 48 ، يتزعمها شقيقان من عائلة الدباشي الكبيرة في المنطقة هي المتورطة بهذه الأنشطة، و كلاهما تابعتان لحكومة الوفاق.

ووفق أسيوشيتد برس، فإن المتحدث باسم وزارة الداخلية في طرابلس والتي يتولاها فتحي باشاغا، لم يرد على المكالمات الهاتفية والرسائل التي تطلب التعليق على الموضوع.

واختتمت المنظمة بيانها بأن المخاطر التي يواجهها اللاجئون والمهاجرون في ليبيا التي مزقتها الحرب تتزايد، حيث لا يستطيع المحاصرون في البلاد الهروب من العنف أو العثور على الأمان.

وقبل أيام أحرق مسلحون مهاجراً نيجيرياً حياً، بعد اقتحام نقطة تجمع للمهاجرين بعد الاعتداء عليه.