ما وراء إيقاف باشاغا؟.. السراج يحاول تقليم أظافر رجل مصراته لتهديده نفوذه

0
157
فايز السراج وفتحي باشاغا - رجب أردوغان
فايز السراج وفتحي باشاغا - رجب أردوغان

حظى الصراع القائم بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، ووزير الداخلية، فتحي باشاغا، اهتماماً بالغاً في الصحافة الإيطالية، بعدما وصل لأخر محطاته بإحالة الأخير إلى التحقيق.

وألقت صحيفة “فورميكي” الإيطالية، الضوء على التقرير بعنوان: “ليبيا، ما وراء إيقاف وزير الداخلية باشاغا؟”، قال: “يمكن أن يكون للشقاق داخل حكومة الوفاق أسباب منها، أن رجل مصراتة هو جزء من جماعة الإخوان المسلمين، وبالتالي فهو مرتبط للغاية بتركيا”.

وأضافت التقرير –ترجمته صحيفة الساعة 24- أن أنقرة قدمت أنقرة الحماية السياسية والعسكرية لحكومة الوفاق، ولكن يبدو أنها تطلب حاليًا ثمنًا لهذا الدعم، هو إنشاء قاعدتين عسكريتين، والنفوذ عبر شواطئ البحر الأبيض المتوسط، متسائلة: هل أصبح الوجود التركي عبئًا ولهذا السبب أيضًا اتخذ السراج قراراً يطالب بمستوى معين من الاستقلالية؟

في الوقت ذاته، قالت وكالة أنباء نوفا الإيطالية، في تقرير لها بعنوان: “السراج يفصل (الرجل القوي) باشاغا، وهناك صدام في حكومة الوفاق”، تناول خبر إيقاف باشاغا وإحالته للتحقيق وتكليف “قوة الحماية المشتركة” بالتحكم في زمام الأمور في العاصمة طرابلس وفرض الأمن.

أما موقع “غلوباليست” الإيطالي، استعرض الأوضاع القائمة في شوارع طرابلس، قائلاً: إن الرئيس التركي رجب أردوغان تخلى عن السراج، وسَلّح خليفته “ببترو دولارات قطر (دولارات النفط)”، (في إشارة إلى تقوية نفوذ باشاغا بالمرتزقة السوريين).
وتابع الموقع: “من أجل التهدئة في ليبيا، ليس هناك المشير حفتر (القائد العام للجيش الليبي) فحسب، بل هناك شخصية صاعدة في طرابلس، ومن يمكنه الاعتماد على دعم تركيا وقطر، والدخول إلى واشنطن، رجل مصراته فتحي باشاغا”.

أما صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية، قالت في تقرير لها، بعنوان: “صِدام في حكومة الوفاق: السراج يضع وزير الداخلية باشاغا قيد التحقيق”، وقالت في محتواه إنه بعد أيام من التوترات، تم إيقاف وزير الداخلية القوي من قبل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، بينما كان في طريقه إلى تركيا، مضيفة “لقد حاول فرض النظام بين الميليشيات، التي أطلقت الألعاب النارية أثناء الليل احتفالاً بإيقافه، لكن باشاغا وضع نفسه قيد التحقيق”.

وتابعت الصحيفة: ” من الواضح أن السراج، الذي كان يراقب بلا حول ولا قوة، ازدياد الوزن السياسي لمنافسه باشاغا، لهذا أخذ المبادرة لوضع باشاغا تحت النيران، متهما إياه بعدم التمكن من إدارة الميدان، في حين زعمت مصادر مقربة من المجلس الرئاسي، أن باشاغا “أشعل بعض الاحتجاجات الشعبية”.

واستطردت الصحيفة: “في حصار المشير حفتر لطرابلس الذي دام 14 شهرًا، أصبح باشاغا الرجل القوي بحكم الأمر الواقع، وبرز فتحي باشاغا، الطيار العسكري السابق، والسياسي الماهر، بسرعة بعد الثورة الليبية، وفي ظل غياب وزير للدفاع، كان باشاغا هو الوزير القادر على دعم جهود التنسيق بين القادة العسكريين، وقبل كل شيء الروابط مع الدول المتحالفة مع حكومة الوفاق”.

وأشار التقرير إلى أن باشاغا يتمتع بعلاقة مع تركيا وقطر، ونبه في هذا السياق إلى أنه لم يكن من قبيل المصادفة أن يزور باشاغا تركيا حاليًا برفقة رئيس مجلس الدولة، خالد المشري.

وواصل التقرير زاعما: “في الوقت نفسه، باشاغا هو الرجل الذي اعتمدت عليه الولايات المتحدة بشكل كبير لقدرته ومهنيته، فخلال معركة تحرير سرت من داعش في صيف 2016، طور باشاغا علاقة وثيقة للغاية مع الجيش الأمريكي، ومع وكالة المخابرات المركزية والاستخبارات البريطانية”.