بعد تراجع الدينار أمام الدولار.. هل يتحمّل الليبيون موجة غلاء جديدة؟

0
126

تعيش الأسواق الليبية خلال الأسابيع الأخيرة على وقع موجة غلاء غير مسبوقة ضربت أسعار السلع الأساسية والغذائية واللحوم والدواجن والخضروات، وسط تراجع حاد في قيمة الدينار أمام الدولار في السوق الموازية، ما أثار حالة استياء واسعة بين المواطنين الذين يجدون أنفسهم اليوم في مواجهة ارتفاعات تطال كل شيء داخل البيوت الليبية.

سعر الدولار بالسوق الموازية وصل إلى 7.85 دينار، وانعكست هذه القفزة على تكلفة الاستيراد، وبالتالي على الأسعار داخل الأسواق التي تسجل ارتفاعًا شبه يومي، الأمر الذي جعل الكثير من الليبيين يعبّرون عن غضبهم من الوضع المعيشي الصعب.

وبحسب نشرة شبكة ليبيا التجارية ليوم 16 نوفمبر، تشهد أسعار اللحوم والدواجن والبيض تحركات مستمرة، حيث حافظ لحم الخروف الوطني على سعره عند 78 دينارًا للكيلوغرام، بينما ارتفع لحم الخروف المستورد إلى 68 دينارًا بنسبة 1.45%. كما استقر لحم البقر هبرة عند 65 دينارًا، في حين ارتفع المجمّد إلى 35 دينارًا بنسبة 2.94%.

أما قطاع الدواجن فسجّل ثباتًا في سعر لحم الدجاج المستورد عند 15.5 دينار، مقابل ارتفاع بسيط في الدجاج الوطني الذي بلغ 16.25 دينارًا بنسبة 1.56%. واستقرت أسعار البيض عند 17 دينارًا للطبق العادي و22.5 دينارًا للبيض المعلّب دون أي تغيّر، مما يعكس حالة من التذبذب في السوق بين الثبات والارتفاع بحسب نوع السلع.

ومع زيارة الأسواق، يلمس أي شخص حالة من القلق والضيق بين المواطنين الذين يواجهون أسعارًا ترتفع بلا توقف، فيما تغيب الرقابة الفعالة والإجراءات الحكومية القادرة على كبح موجة الغلاء. ويؤكد بعض التجار أن “المواطن الليبي اليوم هو الخاسر الأكبر في هذه المعادلة”، في ظل استمرار تقلبات الدولار وارتفاع تكاليف الاستيراد وعدم وجود حلول واقعية لضبط الأسعار.

ومع استمرار تراجع سعر الدينار وعدم وجود تدخل واضح من الجهات المختصة، تُطرح تساؤلات كبيرة حول مستقبل الأسعار وقدرة الليبيين على تحمّل المزيد خلال الفترة المقبلة، خاصة أن المؤشرات الحالية لا تُظهر أي انفراج قريب، ما يجعل أزمة الغلاء إحدى أكبر التحديات المعيشية التي تواجه ليبيا اليوم.