ليبيا.. تشققات عميقة في “اسبيعة” تدق ناقوس الخطر وتستدعي تحقيقاً عاجلاً

0
126

قال رئيس اللجنة الفنية العليا لمتابعة ظاهرة طفح المياه الجوفية والانجرافات الأرضية، المهندس صالح الصادق، إن التشققات والانجرافات التي ظهرت مؤخراً في منطقة أولاد أبو عائشة ببلدية اسبيعة تُعدّ ظاهرة طبيعية تُسجَّل في مناطق مختلفة من العالم، لكنها في الحالة الليبية تحتاج إلى دراسة دقيقة نظراً لخصوصية التربة وتأثيرها المباشر على المساكن.

وأوضح الصادق، بحسب وكالة الأنباء الليبية، أن أولى مؤشرات الظاهرة ظهرت في عام 2023 عقب عاصفة مطرية قوية أدت إلى تشكل أقواس أرضية بمشروع الهير الزراعي، قبل أن تتوسع في ديسمبر 2024 لتتحول إلى تجويفات دائرية، ما يشير إلى وجود فراغات عميقة تحت السطح.

وأضاف أن السيول التي شهدها الوادي خلال مارس 2023 وديسمبر 2024 ساهمت في تسرب كميات كبيرة من المياه إلى باطن الأرض عبر الشقوق، ما تسبب في اتساع الفجوات الجوفية. 

وأشار إلى أن أحد الحفارين اكتشف فراغًا على عمق 43 متراً، في مؤشر واضح على خطورة الوضع الجيولوجي في المنطقة.

وبيّن الصادق أن اللجنة بدأت أعمالها الميدانية في نوفمبر 2023 بالتعاون مع خبراء في الجيولوجيا والهندسة الجيوتقنية، حيث أظهرت المسوحات الأولية الحاجة إلى دراسات جيوفيزيائية متقدمة لتحديد امتداد التجوفات ومدى تأثيرها على المناطق السكنية.

وأشار إلى أن الظاهرة شهدت توسعًا لافتًا في ديسمبر 2024 بعد تشكل حفرة قطرها نحو 40 متراً وعمقها 30 متراً، محذراً من أن استمرار جريان الوادي قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وتوسع الحفرة بشكل يهدد المساكن المجاورة، مؤكدًا أن التعامل مع الظاهرة يجب أن يكون علميًا ومنهجياً. 

وأكد رئيس اللجنة أن التقرير الفني المبدئي الذي أعد بإشراف وزارة الحكم المحلي أوصى بإخلاء نحو 20 منزلاً مهدداً بالانهيار وتأمين المواقع المتضررة، إلى جانب تشكيل فريق وطني متخصص لإجراء دراسة شاملة لأسباب الظاهرة ووضع الحلول المناسبة.

وختم الصادق بتأكيد أن الظاهرة طبيعية نادرة الحدوث، وتستلزم معالجة علمية دقيقة بدلاً من أي محاولات سطحية لردمها، حفاظاً على سلامة السكان واستقرار التربة في المنطقة.