أزمة تهزّ قطاع التعليم في ليبيا.. جدل بعد اتهام المعلمين بتعاطي المخدرات

0
156

فجر وزير التربية والتعليم في حكومة الوحدة الوطنية، علي العابد، جدلاً واسعاً وأزمة غير مسبوقة داخل الوسط التعليمي في ليبيا، بعد تصريح مثير اتهم فيه بعض المعلمين بتعاطي المخدرات، معلناً عزمه إجراء تحليل طبي شامل على جميع العاملين في القطاع التربوي للتحقق من ذلك.

تصريحات العابد، التي جاءت خلال لقاء صحفي نهاية الأسبوع الماضي، أثارت موجة من الغضب بين المعلمين والأوساط الأكاديمية، رغم محاولات وزارة التربية والتعليم احتواء الموقف عبر بيان توضيحي أكدت فيه أن الوزير لم يقصد التعميم، وأن حديثه استند إلى “تقارير محدودة لبعض الحالات الفردية”.

في المقابل، ردّت اللجنة التسييرية للنقابة العامة للمعلمين ببيان شديد اللهجة، وصفت فيه تصريحات الوزير بأنها “لا أخلاقية وتمسّ كرامة المربين”، مهددةً بتنظيم اعتصامات ووقفات احتجاجية قد تصل إلى إغلاق المدارس إذا لم تتم إقالته، ومطالبةً بإحالته إلى النائب العام.

وفي مدن عدة، عبّر موظفو مراقبات التربية والتعليم عن رفضهم لما وصفوه بـ“الإساءة إلى كرامة المعلمين”، مطالبين العابد بالاعتذار العلني. كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة للمطالبة بإقالته، حيث اعتبر ناشطون أن بقاءه في منصبه “يشكل خطراً على العملية التعليمية”.

الناشط الحقوقي طارق لملوم دعا حكومة الدبيبة إلى التعامل بجدية مع مطالب النقابة، مؤكداً أن “استمرار الوزير في إدارة القطاع بات مضرّاً بمستقبل التعليم”. من جانبه، انتقد وكيل وزارة الخارجية الأسبق حسن الصغير فكرة “إجراء اختبارات عشوائية للمعلمين”، واصفاً إياها بأنها “مهينة ومشينة”.

وأمام تصاعد موجة الغضب، سارع العابد إلى نشر بيان توضيحي أكد فيه احترامه وتقديره للمعلمين والمعلمات، موضحاً أن الهدف من تصريحاته هو “تنظيم العملية التعليمية وفق معايير مهنية وصحية تحمي البيئة المدرسية من السلوكيات السلبية”، مشيراً إلى أن التحليل الطبي إجراء تنظيمي وارد في قانون العمل.

تزامناً مع ذلك، أكدت نقابة المعلمين تمسكها بمطلب الاعتذار العلني، معتبرة أن “كرامة المعلم خط أحمر لا يجوز المساس به تحت أي ظرف”.

وبين الاتهامات والبيانات المتبادلة، تبقى الأزمة مفتوحة على احتمالات عدة، في ظل انتظار الشارع التعليمي لموقف رسمي من حكومة الوحدة الوطنية، التي تواجه اختباراً جديداً في قدرتها على احتواء الغضب وحماية ما تبقّى من استقرار المنظومة التربوية في البلاد.