من يوقف فوضى الميليشيات في العاصمة طرابلس؟

0
387
فايز السراج وفتحي باشاغا وعبدالرؤوف كاره
فايز السراج وفتحي باشاغا وعبدالرؤوف كاره

تسود المدن الواقعة تحت سيطرة ميليشيات حكومة الوفاق حالة من الفوضى الأمنية، تتزايد مع تصارع عناصر الميليشيات فيما بينهم ووقع عشرات حوادث القتل في أرجاء المدن.

الجمعة، قُتل المليشياوي أبوبكر فرج الحرابي، التابع لميليشيا الفرقة الأولى، بهجوم مسلح في مدينة الزاوية المسيطر عليها من قبل الميلشيات، حيث فتح مسلحون النار عليه أثناء تواجده في منطقة السيدة زينب بالزاوية.

ليست تلك الحادثة الأولى، ففي منتصف يونيو الماضي، قتل عدد من المسلحين التابعين لإحدى مليشيات مدينة مصراته التابعة للوفاق، عنصرين وأصابوا ثالثاً من ميليشيات السرية السادسة – مكتب أبوسليم ، أثناء تواجدهم في منطقة الكشوني في قصر بن غشير، وهم سراج محمد قريرة، وسليم الشريف “المشوكة” وإصابة علي سالم الغرياني.

جرائم أخرى وقعت في نفس المدة، حيث اختطف الميليشياوي البارز أغنيوة الككلي، أحد قيادات مليشياوية بارزة في مدينة مصراته ويدعى عبداللطيف الكري.

ولم تكن طرابلس بعيدة عن تلك الأحداث، فخلال يونيو، وقعت جريمة قتل في شارع طريق الخدمات في قرية البوعيشي، بعد تصفية شخص من قبل مسلحين وترك جثته على قارعة الطريق، بالقرب من أحد المقرات التابعة لمليشيات مصراته.

وبعد أيام، قام مسلحون من ميليشيات مصراته بتصفية الميليشياوي أيمن صالح الملقب “باله” من سكان منطقة تاجوراء وقيادي ميداني بميليشيا “رحبة الدروع”، وهو ما خلق حالة من الاحتقان داخل الميليشيات في المدينة، بعد توعدهم بالرد.

وخلال يونيو، تم تصفية الميليشياوي حسام عبدالله الحمروني، من قبل مسلحين يستقلون سيارة مدنية دون تحديد نوعها، أثناء تواجده بالقرب من محطة وقود “القديم” في منطقة قصر خيار.

حوادث القتل بين الميليشيات، تعد امتداداً للخلافات القائمة بين ميليشيات طرابلس ومصراته، فمن المؤكد هناك خلاف بين ميليشيات طرابلس، والتي تقودها “قوات الردع وكتيبة ثوار طرابلس والأمن المركزي” الداعمة لحكومة الوفاق، وميليشيات مصراته.

ويوجد في ميليشيات مصراته تحالف لكتائب إسلامية أبرزها: “ميليشيات الصمود” التي يقودها صلاح بادي و”كتيبة الحلبوص” و”ميليشيات 166″ و”القوة المتحركة” و”القوة الثالثة” و”كتيبة شريخان”، وكذلك ميليشيات مدينة الزنتان التي توجد بينها وبين ميليشيات مدينة مصراته عداوة كبيرة، إلى جانب ميليشيات مدينتي الزاوية وصبراته، اللتين تنشطان أساساً في مجال تهريب المهاجرين والوقود.

وفي مايو الماضي، اندلعت معركة مسلحة في منطقة زاوية الدهماني بالعاصمة طرابلس، بين كتيبتي “قوة الردع” و”ثوّار طرابلس”، التابعتين للوفاق، حيث تبادلا لإطلاق النار بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة هزّت منطقة آهلة بالسكان وسط العاصمة طرابلس.

ووقعت المعركة على خلفية حملة اعتقالات جديدة نفذّتها “قوة الردع” ضد عناصر تابعة لكتيبة “ثوار طرابلس”، بعد أيام من اعتقالها اثنين من قياداتها وهما أدهم ناصوفي وهاني مصباح، بأمر من وزير الداخلية فتحي باشاغا، ما تسبب في حالة احتقان وتوتر في صفوف ميليشيات طرابلس، التي هدّدت بالانسحاب من محاور القتال.

ومن شأن تلك الفوضى تهديد حياة المدنيين الليبية، علاوة على عمليات الخطف والقتل لمواطنيين أبرياء، تورطت فيها الميليشيات ومرتزقة سوريين.