سادت حالة من الفوضى والعصيان بين صفوف المرتزقة السوريين الموالين لتركيا في ليبيا، وذلك معه استمرار نزيف القوات والمعدات بفعل ضربات الجيش الوطني الليبي.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إنه بعد أن قامت الحكومة التركية بتجنيد مجموعات كبيرة من الفصائل السورية، وعلى رأسها الجيش الوطني، وعناصر من داعش وهيئة تحرير الشام بالإضافة لمقاتلين جهاديين آخرين، تزايدت حالة العصيان في ظل الأوضاع الصعبة لهم في ليبيا، وعدم إيفاء تركيا بالمغريات التي ادعت تقديمها في البداية.
ويتزايد عصيان المرتزقة السوريين مع سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين منهم، على يد الجيش الوطني الليبي، والتي بلغت وفقاً لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، 339 من المقاتلين السوريين، بينهم 20 طفل دون سن الـ 18، من بينهم قادة لفصائل: لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه.
وبلغ إجمالي المرتزقة السوريين في ليبيا، والذين أرسلتهم تركيا نحو 11,200 مرتزقًا، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 2300، إلى جانب 50 مدرباً عسكرياً تابعين للشركة الأمنية التركية الخاصة “سادات” أرسلتهم أنقرة إلى طرابلس، من أجل تدريب الجماعات المسلحة التابعة للوفاق.
وتأتي عملية إرسال المقاتلين السوريين إلى ليبيا وفق اتفاقين وقعتهما أنقره مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، أولها “عسكري” ينص على أن تقدّم الأولى المساعدات العسكرية للأخيرة، والثاني: يتناول ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا.
واستعرض تقرير صادر عن المرصد السوري خطوات تجنيد تركيا للمرتزقة السوريين، بعدة خطوات، أولها “مكاتب للتطوع” حيث عمدت الفصائل السورية إلى إنشاء مكاتب لاستقطاب الشباب السوريين وتجنيدهم وإرسالهم للقتال في الأراضي الليبية، في مناطق “عفرين” شمال حلب، من ضمنها مكتب تحت إشراف فرقة الحمزات، ومكتب تديره الجبهة الشامية، وافتتح لواء المعتصم مكتبًا في قرية قيباريه، إضافة إلى مكتب تحت إشراف لواء الشامل في حي المحمودية.
وثاني تلك الخطوات “التحفيز المادي وتقديم المغريات”، وظهر في الإعلان عن رواتب مجزية، فقبل مغادرة مقاتلي المرتزقة شمال سوريا وقّع المسلحون على عقود تنص على حصولهم على رواتب شهرية تقدر بـ2000 دولارًا شهرياً، مع تعويضات تقدر بـ50 ألف دولارًا لمن يتعرضون لإصابات خطرة، وكذلك 100 ألف دولارًا تدفع لأسرة من يُقتل منهم في الجبهات، علاوة على تقديم خدمات إضافية تتكفل بها الدولة المضيفة، ووعود بمنح الجنسية التركية .
هذا بالإضافة إلى عملية الخداع وغسيل الأدمغة، حيث يتم خداع المرتزقة عن طريق إيهامهم بأنهم سيستخدمون في عمليات قتالية تنفذ ضد الجنود الروس في ليبيا انتقامًا مما مارسوه في سوريا من عمليات قتل وغيرها، وأن المرتزقة سيقاتلون بجانب الجيش التركي، لكن في الحقيقة الجيش التركي لا يشارك في المعارك، باستثناء بعض الخبراء والضباط الذين يتحصنون بغرف عمليات بعيدة عن جبهات القتال ، حسب المرصد، إضافة للتنسيق مع القواعد التركية ضمن مناطق سيطرة فصائل “غصن الزيتون ودرع الفرات” بالريف الحلبي.
وكشف المرصد السوري عن لجوء الحكومة التركية لاستغلال الفقر المدقع للشعب السوري، لإرسالهم إلى طرابلس للقتال إلى جانب حكومة الوفاق، والعمل على إغراء الفقراء بالمال مقابل تجنيدهم وإرسالهم كمرتزقة للقتال في صراع لا يعنيهم بليبيا.
وأكد المرصد استمرار عمليات التجنيد للأطفال من قبل الفصائل الموالية لأنقرة، حيث يتم استقطابهم من إدلب وريف حلب الشمالي إلى عفرين بحجة العمل هناك، وبعضهم يذهب دون علم ذويه، ليتم تجنيدهم بعفرين من قِبل الفصائل الموالية لتركيا، وترسلهم إلى ليبيا، ضمن مجموعات المرتزقة لدعم حكومة الوفاق، من خلال إصدار وثائق هوية مزورة لهؤلاء الأطفال بمعلومات كاذبة عن تاريخ ومكان ميلادهم.
ونقل المرصد عن شهود عيان في منطقة درع الفرات أن قيادات المعارضة تجّند الأطفال السوريين مقابل 3 آلاف دولارًا، ومن ثم يتم تدريبهم على حمل واستخدام السلاح في معسكرات تدريب مخصصة للأطفال والمراهقين تديرها فصائل المعارضة.
وأشار المرصد السوري إلى إرسال أنقرة دفعة من المرتزقة، تضم مقاتلين من مدينة الأتارب ومناطق سورية أخرى إلى طرابلس تم تجنيدهم في صفوف فرقة “السلطان مراد” و”السلطان محمد الفاتح”، وأكدت مصادر المرصد السوري بأن عوائل المرتزقة وعلى الرغم من الاستياء الكبير لديهم، إلا أنهم يتخوفون من الخروج والحديث على العلن بهذا الشأن تخوفاً من ممارسات الفصائل المؤتمرة من قبل الحكومة التركية.