الغارديان تتحدث عن الاستعمار التركي في ليبيا: معركة الغاز تستعر و”الوطن الأزرق” يتلاشى

0
295
رجب طيب أردوغان_ نهب الثروات
رجب طيب أردوغان_ نهب الثروات

“من إدلب إلى طرابلس.. تركيا تتحرك للسيطرة على البحر الأبيض المتوسط”.. تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية حول الطموحات العسكرية التركية في ليبيا، ومنطقة الشرق الأوسط.

وربطت الصحيفة وجود نحو 10 آلاف من المرتزقة السوريين في ليبيا، بخطة تركيا الطموحة للسيادة الجيوسياسية في شرق البحر الأبيض المتوسط، كذلك عقيدة ما أسمته “الوطن الأزرق”، وهي العقيدة الاستعمارية التركية التي تزعم أن البحر المتوسط وبحر إيجه نطاق للنفوذ التركي وإرث للإمبراطورية العثمانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المشروع التركي مضى على بدايته 14 عاماً، ويشتمل على نزاع طويل الأمد مع اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل ولبنان، حول حقوق التنقيب عن النفط والغاز في هذه المنطقة، وهو الدول ذاتها التي تتنافس حول حقول النفط في المنطقة، بالتزامن مع ذروة الحرب الأهلية الليبية، والتي اجتذبت بثبات العديد من القوى الأجنبية حتى قبل أن تبدأ في عام 2014.

وقالت الغارديان البريطانية، إنه في وقت تستعر فيه الحروب بالوكالة في سوريا واليمن، وأيضاً تتضاءل فيه القوة الأمريكية، برزت ليبيا على أنها الملعب الواعد للاعبين الإقليميين الذين يسعون إلى اقتطاع حصة من أنقاض الربيع العربي، حيث يصطف الإسلاميون السياسيون والعثمانيون الجدد ضد جبهة القوميين العرب، في مزيج قابل للاشتعال من النفط والمرتزقة والأيديولوجية والطموح الجيوسياسي السافر لتركيا.

واستندت الصحيفة في تقريرها إلى تصريحات مرتزق سوري، يدعى وائل عمرو، قال إنه خدع حين نقله الأتراك من محافظة إدلب السورية إلى طرابلس، تحت زعم أنه سيخدم في خط الدعم والوحدات الطبية وسيحصل على أموال جيدة.

وأضاف المرتزق السوري وفق التقرير الذي كتبته مراسلة الصحيفة في اسطنبول بيثان ماكرنان: “القتال في ليبيا أسوأ من أي شيء اختبرته في سوريا، كل القتال يجري من مسافة قريبة وفي شوارع ضيقة”، مضيفاً: “بعض السوريين متواجدون من أجل المال والبعض الآخر يقولن إنهم يدعمون الليبيين ضد الاستبداد، لكني شخصياً لا أعرف لماذا طلبت تركيا من المعارضة السورية القتال في ليبيا، لم أكن أعرف أي شيء عن هذا البلد باستثناء الثورة ضد العقيد معمر القذافي”.

وتحدثت الصحيفة عن دعم الأمم المتحدة لحكومة الوفاق في غرب ليبيا، مشيرة إلى أن تركيا وقطر هم حلفاء رئيسيون للوفاق، في أن إيطاليا تدعمها إلى حد ما، رغم كونها لا تملك إلا القليل من القوة على الأرض، وبعضها لا يثق في سياساتها ذات التوجه الإسلامي المتشدد.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى العملية العسكرية التي أطلقها القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر في أبريل 2019 لتحرير العاصمة طرابلس، مضيفة أنه بحلول نهاية 2019 بدا واضحاً أن قوات الجيش الوطني كانت على وشك تحرير العاصمة طرابلس؛ إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتخذ خطوة إعلان الدعم العلني لحكومة الوفاق، وتوقيع اتفاقيات جديدة بشأن كل من الحدود البحرية والتعاون العسكري، والتي أثارت غضب ما وصفتهم أعداء تركيا الإستراتيجيين عبر البحر الأبيض المتوسط، وهدد الاتحاد الأوروبي بفرض مزيد من العقوبات على عمليات الحفر التركية القائمة قبالة ساحل قبرص.

ولفتت الصحيفة إلى أن أنقرة باتت معزولة بشكل متزايد على المسرح الدولي، والتدخل في ليبيا لا يحظى بشعبية كبيرة من قبل  الناخبين الأتراك، مضيفة: “أنه حتى لو تم استبعاد الاتفاقية من قبل المحاكم الدولية، فإن المعارك القانونية العالقة قد أخرت حتى الآن مشاريع الاستكشاف من قبل منافسي أنقرة – والأهم من ذلك هو جهد مشترك جديد من قبل اليونان وقبرص وإسرائيل لبناء خط أنابيب غاز يتجاوز تركيا”.

وكشفت الصحيفة أن معلومات مسربة وشائعات في الدوائر الدبلوماسية تدور حالياً حول أن تركيا وإسرائيل تسعيان لاستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما.

ونقلت الصحيفة تصريحات مدير شركة دراجون إنرجي للطاقة مصطفى كرهان، والتي جاء فيها: إن الدفع من أجل السيطرة على أي نفط وغاز في حوض البحر الأبيض المتوسط ​​ليس في الحقيقة مشروعًا اقتصاديًا على الإطلاق، وذلك لأن إمدادات الغاز ليست حاجة ملحة أو ضرورة مالية لتركيا حتى الآن، لكن الأمر يتعلق بفرض القوة السياسية.

ويرى كرهان، أن الإنفاق على مشاريع الطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​يشبه إلى حد ما ميزانيات الدفاع الوطني: “إنه مثل سباق تسلح حيث يتعين عليك التصرف قبل أن يفعل منافسة”.

واختتمت الغارديان تقريرها بأن ما أسمتها عقيدة “الوطن الأزرق” لتركيا قد تتوقف بفعل الدول الداعمة للجيش الوطني الليبي، وتحذر من أن حرب تركيا العلنية الآن في ليبيا هي مقامرة ضخمة، فمياه البحر الأبيض المتوسط ​​تزداد سخونة.