يتزايد الغضب الدولي جراء استمرار انتهاكات تركيا في الملف الليبي بشكل لافت، فلم تعد دول كبرى تتحمل تدخلات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستفزازية في الشأن الليبي تحت غطاء الدفاع عن شرعية حكومة الوفاق المعترف بها دولياً.
ولا تنفي الحكومة التركية الاتهامات الدولية التي تتوالى عليها، بخصوص دعمها لميليشيات حكومة الوفاق بالأسلحة والمعدات العسكرية، وبإرسال المرتزقة السوريين إلى العاصمة طرابلس في انتهاك صريح لقرارات مجلس الأمن حول ليبيا، والأكثر استفزازاً أنها تخرج وتتفاخر بهذه الممارسات مرة عبر وزير خارجيتها وآخرى عن طريق رئيسها طيب أردوغان.
وتصطدم هذه التحركات التركية في ليبيا برفض دولي، لاسيما مع تداعياتها الكارثية الناتجة عن زيادة الفوضى وانتشار الأسلحة والمرتزقة الأجانب في ليبيا؛ ما يؤدي إلى مخاطر عديدة على أمن دول الجوار الليبي في المقام الأول وأوروبا في المقام الثاني.
وتشير التقارير أن الحكومة التركية لا تقف عند دعم ميليشيات حكومة الوفاق بالأسلحة والمرتزقة فقط، بل تدفع بعناصر بارزة من تنظيم القاعدة للإشراف على العمليات العسكرية بالعاصمة طرابلس وتولي قيادة الهجمات على تمركزات الجيش الوطني الليبي، كان آخرهم المتشدد الخطير والمسؤول العسكري بالجماعة الليبية المقاتلة الموالية لتنظيم القاعدة خالد الشريف المكنى “أبو حازم الليبي” الذي عاد مؤخرا إلى العاصمة قادما من تركيا ودخل عن طريق مطار مصراته رفقة رئيس الاستخبارات التركي هاكان فيدان ومختصين أتراك في صناعة المتفجرات.
ووسط ذلك يحاول الاتحاد الأوروبي أن يحد من الانتهاكات التركية في ليبيا، عبر “عملية إيريني” التي أطلقها قبل أسابيع والتي تتلخص مهمتها في مراقبة التزام الأطراف المختلفة بحظر تصدير السلاح للأطراف في ليبيا، ما يضع قيودا كبيرة على أنقرة التي تدعم ميليشيات حكومة الوفاق يوميا بالأسلحة الثقيلة عبر البحر المتوسط .
كما أن التدخل التركي الفج في الملف الليبي، أدى إلى تأزيم علاقتها بحلف شمال الأطلي، حيث قال تقرير صحفي ألماني أن الانتهاك التركي المتزايد والمستمر لقرارات مجلس الأمن الدولي القاضي بحظر تصدير السلاح إلى ليبيا، فاقم من عزلة أنقرة في حلف النانو.
وقال نائب رئيس الأمانة العامة للاندماج والهجرة بالحزب الاشتراكي الشريك في الحكم بألمانيا، حسين خضر، إن العملية الأوروبية “إيريني” لمراقبة قرار حظر توريد السلاح إلى ليبيا، ستواجه عمليات نقل تركيا الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا للحرب بين صفوف مليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية، وأيضًا مواجهة أطماع تركيا في ثروات شرق المتوسط.
وأضاف خضر، في تصريحات صحفية، أن ألمانيا ستشارك في العملية التي انطلقت منذ أيام، بقوة عسكرية تصل إلى 300 عنصرا عسكريا، فضلا عن مشاركة طائرة استطلاع بحرية لرصد المنطقة البحرية، وربما أيضًا عن طريق السفن العسكرية لتنضم إلى المهمة الأوروبية “إيريني”.