عودة بلحاج إلى طرابلس.. هل يفكر دبيبة في إنشاء “حرس وطني” من المتطرفين؟

0
430
عبد الحكيم بلحاج

يتساءل الليبيون عن عودة الإرهابي زعيم الجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج، الخميس الماضي، إلى طرابلس، بعد غياب 5 سنوات قضاها بين تركيا وقطر، وعن الدور الذي يمكن أن يلعبه في هذه المرحلة المفصلية التي تعيشها البلاد.

وسجل بلحاج، حافل بالعمليات المتطرفة في ليبيا منها الهجوم على الحقول والموانئ النفطية، وعلى القواعد العسكرية، والتدخل في القتال الذي كان بين بعض القبائل الليبية.

وأثارت عودة بلحاج، حفيظة أغلب الليبيين، وفتحت المجال أمام تكهنات كثيرة حول أسباب السماح له بالعودة في هذا التوقيت، وما إذا كان سيدخل في تحالف مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبد الحميد دبيبة، أو أنه يطمح لدور قيادي جديد في ليبيا، وهل ستفتح عودته الباب أمام رجوع رفاقه في الجماعة الليبية المقاتلة إلى البلاد؟

وبلحاج، مطلوب لدى النائب العام الليبي منذ عام 2019، ومن المفترض بمجرد أن تطأ قدامه الأراضي الليبية أن يتم القبض عليه من قبل السلطات الليبية.

إلا أن وصوله في هذا التوقيت إلى طرابلس وتجاوز السلطات عن إلقاء القبض عليه يدل أن هناك ما يحاك خلف الكواليس، لا سيما بعد لجوء عبد الحميد دبيبة، إلى التعاون مع قادة الميليشيات بغرب ليبيا في الآونة الأخيرة لدعمه للبقاء في السلطة بالقوة، بعد معارضته لقرار مجلس النواب الليبي بانتهاء ولاية حكومته وتعيين حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا.

وأصبحت طرابلس في الوقت الحالي تعج بالمطرفين فبجانب عبد الحكيم بلحاج، يتواجد في طرابلس الآن متطرفين آخرين منهم أبو عبيدة الزاوي وسامي الساعدي وخالد الشريف.

ويرى المحلل السياسي، محمود الفرجاني، أن عودة عبد الحكيم بلحاج آمير الجماعة الليبية المقاتلة إلى طرابلس قادماً من دولة قطر، إنما يستهدف تشكيل ما يسمى “الحرس الوطني”.

وقال الفرجاني، عبر حسابه بموقع فيسبوك: “الحديث في أروقة التشكيلات المسلحة عن عودة مشروع الحرس الوطني الذي جاء بلحاج بكل تفاصيله لتنفيذه في طرابلس والمنطقة الغربية ليضم فيه التيارات الاسلامية بمختلف درجات تشددها”.

فيما يرى المحلل السياسي عبدالله الخفيفي، أن عبد الحكيم بلحاج هو ورقة رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها عبد الحميد دبيبة، لجمع كل الميليشيات المسلحة والسيطرة عليها، كونه كان رئيس المجلس العسكري بطرابلس، ولديه علاقات قوية بكافة التيارات المختلفة، ويستطيع أن يضغط على الميليشيات التي مالت إلى لرئيس الحكومة المكلفة فتحي باشاغا.

كما يرى أن عودة أمير الجماعة الليبية المقاتلة لن تجعل إمكانية حل الأزمة الليبية داخلياً، بل ستعيد الأزمة لتدار من الخارج بشكل كبير.

وأشار إلى أن اللعب على وتر الجماعات الإرهابية وخاصة الموالية للقاعدة لم يعد مجدياً، وسيجد رفضا كبيراً من العديد من الدول غير الداعمة لبلحاج .