هل انقلب “الإخوان” على السراج؟

0
276

يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين والتي دعمت المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، قديماً تسحب البساط تحت الرئيس الذي لا يعلم أحد حتى اليوم كيف وصل إلى هرم السلطة.

ويأتي ذلك في ظل تواصل انتصارات الجيش الوطني الليبي ضد ميليشيات الوفاق والتي تدعمها حكومة أردوغان، أملا في حماية مشروع “الجماعة”.

جماعة الإخوان هاجمت السراج مراراً، لكن هذه المرة كانت الهجمة أشد قسوة، حيث فتحت منابرها الإعلامية النيران على رئيس حكومة الوفاق، ووجهت له انتقادات لاذعة، واصفتاً إياه ب “اللين” في مواجهة الجيش الوطني الليبي.

وزير الثقافة الليبي الأسبق الحبيب الأمين، صب جم غضبه على فائز السراج، عبر قناة ليبيا الأحرار التي تتخذ من إسطنبول مقرًا لها.

الأمين وصف حكومة الوفاق بالفاشلة والتي لم تقدم للمواطنين أي شيء، وقال “أتمنى من أي إنسان لديه حس وطني أن يخرج ويقول ماذا قدمت حكومة السراج؟، غير أنها مهادنة لا تفعل شيء”.

وخاطب وزير الثقافة السراج، قائلاً: “السيد السراج أنا أتحدث معك بصفتك لأنك رئيس هذه الحكومة البائسة، وأتلمس لك عذرا واحداً، وهو إن كان مستشاريك هم من ورطوك خلال السنوات الماضية فهذا يستدعي تطهير هذه العصابة، وأنا لست طامعاً في الحكومة لأنها حكومة فاشلة”.

وتابع في مجمل لقاءاته: “قراراتكم دائماً مؤخرة ودائماً مؤولة، وأنتم تهادنون الخائنين، ولم تدركوا تحول إيطاليا من صفكم إلى صف الجيش الوطني الليبي، عندما تقولون أنكم حكومة الوفاق هل بقى هناك وفاق؟، ولن تسقط ليبيا يا سراج وأنت فيها، وإذا كنت تضحك على الليبين أنت وعصابتك سنسقطك أنت أولاً”.

أما عضو المؤتمر الوطني العام السابق وعضو حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، محمود عبد العزيز، فقد دعا للقبض على فائز السراج ومحاكمته.

واستنكر محمود عبدالعزيز استراتيجية تعامل حكومة الوفاق مع الميليشيات في طرابلس وسوء توزيع الذخيرة عليها، يقول في مقطع فيديو له: “تخيل إذا أنت ما كنت موالي لفلان ولا علان ما توصلش ليك الذخيرة، يجب طرد هؤلاء المرضى من طرابلس والقبض عليهم وإيداعهم السجون، من فائز السراج إلى أصغر واحد من هؤلاء الخونة؛ إذا كان هناك بقية من أهل فبراير”.

وتساءل محمود عبدالعزيز، في مداخلة له على لقناة التناصح، التابعة للصادق الغرياني، أين وعود السراج للمواطنين، وقال في 100 يوم ستتحقق مطالبهم، أين وعود أحمد معيتيق نائب السراج، كلها زائفة ولا أحد فيهم يريد مصلحة الليبيين”.

يبدو أن (عداد الـ 100 يوم) متلازمة لدى جماعة الإخوان، ففي مصر، وتحديدا أثناء حكم جماعة الإخوان ورئيسها محمد مرسي، قال إنه سيحقق برنامجه (مشروع النهضة في 100 يوم) وهو ما لم يحدث.

ويرى المستشار السابق بمجلس الدولة الاستشاري أشرف الشح، أن تعامل حكومة السراج تعامل سلبي للغاية، وقال عبر قناة “ليبيا الأحرار”، إن الاعتماد على الموقف الدولي في الشأن الليبي عبث وانعدام رؤية لدى السراج وحكومته، وأقول لهم أن العالم لا يعترف إلا بالقوي”.

وتابع، موجهاً حديثه لرئيس المجلس الرئاسي: “يا السراج إما أن تكون رجلا في مستوى القيادة أو أن تغرب عن الوجوه الليبيين، أما هذا الارتعاش وهذا التهاون لم يعد مقبولا، وأن يكون هناك جيشا من الأسود ورئيسه أرنب، فهذا شيء عار”.

وفي يناير الماضي، عبر رئيس مجلس الدولة الاستشاري وعضو تنظيم الإخوان المسلمين خالد المشري، عن عدم رضاه عن أداء قوات حكومة الوفاق في معركة طرابلس العسكرية، وعلق كل الفشل السياسي والأمني والعسكري على المجلس الرئاسي.

وهدد المشري السراج بتشكيل حكومة جديدة وتقليص أعضاء الرئاسي، لوجود خلل في إدارة المعركة العسكرية لدى قوات حكومة الوفاق جراء عدم وجود وزير ووكيل لوزارة الدفاع، إضافة إلى عدم وجود رئيس لجهاز المخابرات العامة.

ويرى مراقبون، أن الخلاف بين الإخوان والسراج ومستشاريه، يتفاقم، في ظل تحركات من وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، لتصعيد الأمور أكثر، خوفاً من تغيير موقف السراج تجاه الجيش الوطني الليبي والجلوس مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات، وأيضاً محاولة لابتزازه من أجل تحقيق أهداف نفعية فقط لهذا التيار.