قال تقرير لمنظمة الصحة العالمية، السنوي للعام 2020، إن ليبيا حلت بعد أفغانستان في الاعتداءات على القطاع الصحي.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن ليبيا تعد دولة غنية من حيث الموارد، لكن عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي حال دون الاستفادة من العوائد المالية لتصدير النفط البالغة 150 مليون دولار أمريكي يومياً.
ولفت التقرير إلى إجمالي عدد السكان الليبيين المقدر بـ6 ملايين و800 ألف نسمة، يسكن 80% منهم في المناطق الحضرية، فضلا عن وجود 584 ألفا من المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا، مبيناً أن الأخيرة سجلت ثاني أكبر حصيلة للاعتداءات على الرعاية الصحية بعد أفغانستان.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن وجود المرتزقة الأجانب والتهديد الذي يقف وراء هذا الوجود المتمثل بقيامهم بأعمال عدائية واسعة النطاق، رغم وجود وقف لإطلاق النار تسبب بهذه الاعتداءات.
وبين التقرير، أن ليبيا تم تصنيفها دولة طوارئ من الدرجة الثانية، إذ يحتاج مليون و300 ألف ليبي ومهاجر غير شرعي إلى المساعدة الإنسانية.
واستطرد التقرير الأممي أن تفشي وباء كورونا أظهر بشكل واضح أهمية وجود سلطة تنفيذية موحدة في ليبيا، في حين توضح تصورات الجهات المانحة والمشهد العام أن البلاد لديها مواردها المالية الخاصة، ويجب أن تلبي احتياجاتها الخاصة، لتتحول لاحقًا إلى أحد هذه الجهات.
وأضافت المنظمة، أن ليبيا لم تعد تعاني من حالة طوارئ حادة، ويجب أن يتم التحول في التركيز عليها من التمويل قصير الأجل القائم على المشاريع إلى نهج الترابط الإنساني والتنمية وبناء السلام بناء على مخرجات برلين، التي أوقفت إطلاق النار وحددت الـ24 من ديسمبر المقبل موعداً لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.
وفي ديسمبر الماضي، كشف تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ليبيا احتلال ليبيا المرتبة الرابعة في العالم من حيث عدد هجمات الميليشيات المسلحة على المرافق الطبية، الأمر الذي يشير إلى عمق الأزمة الصحية المتعثرة في البلاد.
وتشهد العاصمة الليبية طرابلس منذ نحو عقد من الزمان وضعاً مزرياً للقطاع الصحي، حيث تستهدف الميليشيات المسيطرة على الغرب الليبي المنظومة الصحية بأكمالها من أطباء مروراً باستهداف القوافل الطبية وصولا إلى احتلال المستشفيات والمرافق الصحية.
وعانى القطاع الصحي في غرب ليبيا من اعتداءات يومية، واختفاءات قسرية وحجز للحرية، ما دفع نقابة أطباء ليبيا إلى شن هجوماً حادا على حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، وكان آخر هذه الجرائم هي اختطاف ميليشيا مسلحة تابعة لحكومة الوفاق قبل نحو شهرين، الدكتور الصديق بن دلة، أحد أشهر جراحي العظام في ليبيا، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد أيام.