عشرات الهجمات على المرافق الطبية في العاصمة الليبية طرابلس.. أين داخلية الوفاق؟

0
198

كشف تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ليبيا احتلال ليبيا المرتبة الرابعة في العالم من حيث عدد هجمات الميليشيات المسلحة على المرافق الطبية، الأمر الذي يشير إلى عمق الأزمة الصحية المتعثرة في البلاد.

وتشهد العاصمة الليبية طرابلس منذ نحو عقد من الزمان وضعاً مزرياً للقطاع الصحي، حيث تستهدف الميليشيات المسيطرة على الغرب الليبي المنظومة الصحية بأكمالها من أطباء مروراً باستهداف القوافل الطبية وصولا إلى احتلال المستشفيات والمرافق الصحية.

وعانى القطاع الصحي في غرب ليبيا من اعتداءات يومية، واختفاءات قسرية وحجز للحرية، ما دفع نقابة أطباء ليبيا إلى شن هجوماً حادا على حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، وكان آخر هذه الجرائم هي اختطاف ميليشيا مسلحة تابعة لحكومة الوفاق  قبل نحو أسبوعين، الدكتور الصديق بن دلة، أحد أشهر جراحي العظام في ليبيا.

وقال التقرير الصادر عن الأمم المتحدة، إن الميليشيات المسلحة وضعت مزيداً من الضغوط على النظام الصحي المتعثر، بهجماتها المتعددة على المرافق الصحية، مشيراً أنه أحصى32 هجومًا تم الإبلاغ عنها في 2020، في أنحاء متفرقة من طرابلس، خاصة في شهر نوفمبر الذي شهد وقوع عدد من أعمال العنف ضد المرافق الصحية والعاملين الصحيين.

ومنذ بداية عام 2020، ويشهد الغرب الليبي انتشارا واسعا للميليشيات والمرتزقة الذين نقلتهم تركيا للقتال بجانب ميليشيات حكومة الوفاق الوطني، حيث نقلت أنقرة نحو 20 ألف مرتزق أجنبي إلى غرب ليبيا يؤكد مراقبون أنهم أسهموا بشكل كبير في الوضع الصعب للمرافق الطبية هناك.

ووفقا لما أكدته تقارير عدة فإن المرتزقة السوريين والصوماليين المدعومين من قبل تركيا كانوا وراء بعض الهجمات التي نفذتها الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق على المرافق الطبية والممرضين.

واستطرد التقرير الأممي حديثه عن استهداف الميليشيات للمرافق الطبية، وأِشار إلى بعض تلك الأعمال والتي من بينها، الهجوم الذي شنته ميليشيات مسلحة على مستشفى بني وليد العام ومركز العزل في صبراتة، وإيقاف سيارة إسعاف عند نقطة تفتيش بالقرب من مصراتة ومنعها من الوصول إلى وجهتها.

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ليبيا، أن الاعتداء المستمر من قبل الميلشيات المسلحة على المرافق الصحية والعاملين الصحيين فضلا عن المدنيين الآخرين في العاصمة الليبية طرابلس، يأتي بسبب استمرار انعدام الأمن وغياب سيادة القانون، وعدم احترام حقوق الإنسان.

وأوضح أن تلك الممارسات الإجرامية، فضلا عن نقص العاملين وانقطاع التيار الكهربائي ونقص معدات الحماية الشخصية، أدى إلى إغلاق مرافق الرعاية الصحية الأولية، ما أثر على مواصلة حصول المواطنين على الخدمات الصحية الأساسية، مشيراً إلى حادث اختطاف ميليشيا مسلحة تابعة لحكومة فايز السراج في العاصمة طرابلس، في الأول من ديسمبر الدكتور الصديق بن دلة، أحد أشهر جراحي العظام في ليبيا، حينما كان عائدًا من عمله بمستشفى الخضراء العام جنوبي طرابلس، ما أدى إلى تنديد منظمات حقوقية وعدد من الدول بالواقعة.

وحملت نقابة الأطباء الليبية المسؤولية لحكومة فائز السراج ، مؤكدة أن المليشيات المسلحة تتجاوز سلطات القانون وتستغل هشاشة المنظومة الأمنية وتعتدي على الأطقم الطبية وهم يقدمون خدماتهم الطبية لمن يحتاجون الرعاية الصحية، في ظل صمت واضح حتى عن إصدار البيانات من قبل ما يعرف بالمجلس الرئاسي ووزير داخلية حكومة الوفاق.

وأشارت نقابة الأطباء إلى أن غياب الردع والملاحقة الأمنية والقانونية وعدم جدية الإجراءات التي تتخذ ضد الجناة الذين دائما يفلتون من العقاب، يجعل من الاعتداء على الأطقم الطبية مسلسلا مكررا، ما يعرض حياة الطبيب للخطر، محذرة من أن حوادث الاعتداء على الأطقم الطبية ستؤثر بشكل سلبي على أداء المنظومة الطبية وستعرض حياة المرضى للخطر، وستسهم في خلق بيئة طاردة للعناصر الطبية ويشجع على هجرة الكفاءات الوطنية إلى الخارج.

وطالبت نقابة الأطباء رئيس حكومة الوفاق فائز السراج ووزير داخليته بسرعة التدخل وكشف ملابسات اختطاف الدكتور صديق بن دلة وتحديد مكان احتجازه وإطلاق سراحه وضمان عودته سالما لعمله وأهله وضبط الجناة وإيداعهم السجن، كما طالبت بوضع خطة فورية لحماية الأطقم الطبية والمرافق الصحية لخلق بيئة عمل آمنة لتقديم الخدمات الطبية ووقف نزيف الكفاءات الوطنية إلى الخارج.

ولم تكن هذه الواقعة الأولى، حيث تعد الانتهاكات الحقوقية ضد الأطباء الليبيين شائعة في الغرب الليبي، ففي العام الماضي استهدفت طائرة تركية مسيرة بتنسيق مع ميليشيات حكومة الوفاق، سيارتين إسعاف في مدينة بني وليد، وهي واقعة أثارت غضب واسع داخل ليبيا.