لا تزال تستمر تركيا في انتهاكاتها داخل ليبيا، من إرسال مرتزقة ونقل معدات عسكرية وصولا إلى إجراء تدريبات عسكرية للميليشيات التابعة لحكومة الوفاق في اختراق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين اللجنة العسكرية المشتركة في جنيف، وهو ما علق عليه الجيش الوطني الليبي.
وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، اللواء خالد المحجوب، إن تركيا لا تزال تحاول عرقلة الحوار الليبي، من خلال التدخل العسكري وإرسال المرتزقة، واصفا هذه المحاولات بالإخوانية للبقاء في المنطقة.
وأكد المحجوب أن الجيش الوطني الليبي رصد وصول عدد من المرتزقة أرسلتهم تركيا إلى ليبيا مشيرا إلى أن أعدادهم قلت في الفترة الماضية، وتابع: “لا يمكن لليبيين أن يقبلوا ببقاء المرتزقة مهما كانت أعدادهم، لأن هذا يمس بالسيادة الليبية ويعرقل ما تم الاتفاق عليه (في إطار الحوار السياسي)”.
ولا يشك أحد اتباع حكومة الوفاق ومسؤوليها للسياسة الإخوانية التي كانت أحد الأسباب الرئيسية في تدمير ليبيا واستدعاء التدخل التركي، حيث يتهم المجلس الرئاسي لحكومة طرابلس بارتباطه الوثيق بقادة حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان في ليبيا، فضلا عن انتماء رئيس المجلس الاستشاري خالد المشري أحد الفاعلين الرئيسين بالسلطة في العاصمة، للحزب الإخواني.
ويرصد الجيش الوطني الليبي كافة التحركات الإخوانية الساعية إلى استمرار الفوضى الأمنية في ليبيا، عبر الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق، حيث أكدت القيادة العامة في بيان لها صباح اليوم، عن قلقها إزاء الحشود المتزايدة للمليشيات التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس ومصراته، وكذلك عمليات نقل مليشيات وأسلحة ومعدات عسكرية باتجاه خطوط التماس غرب سرت والجفرة.
وأكدت القيادة أنه تم إصدار تعليمات إلى كافة وحدات القوات المسلحة، برفع درجات الاستعداد إلى درجة عالية من الحيطة والحذر، وعدم الانجرار وراء الاستفزازات، التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد الموقف العسكري.
وشدد المحجوب على أن الجيش الليبي “على قناعة كاملة بأنه لا يواجه تركيا كشعب، وإنما يواجه تنظيم الإخوان الذي يسعى للبقاء في المنطقة، من خلال أدواته مثل الجماعات المسلحة”، مضيفا “هناك تيار وطني استيقظ الآن في طرابلس وفي الغرب الليبي، أصبح يرفض التدخل التركي وما يحدث من تنظيم الإخوان.. وحتى على المستوى السياسي أصبحت هناك صحوة كبيرة وأصبح الداخل الليبي يرفض هذا التنظيم، رغم ما يقوم به من محاولات لإعادة تدوير بقائه في البلد، وعرقلة كل ما يجعل ليبيا دولة مستقرة”.
واستطرد حديثه بالقول: “أصبح من الواضح أن كل ما تقوم به تركيا في ليبيا الآن هو محولة لعدم الخروج صفر اليدين، بعد كل تلك التدخلات التي قامت بها”. وأوضح مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، أنه تم رصد 5 سفن تحركت من تركيا قرب المياه الإقليمية الليبية، دون أن تدخلها، قائلاً: “من خلال متابعتنا ورصدنا وجدنا أن هذه السفن ربما في حالة استبدال مع سفن أخرى كانت متواجدة في المنطقة، من باب تغيير المناوبة، ولم نرصد أي عمليات من أي نوع في اتجاه الجبهة، فقد كانت حركتها خارج المياه الإقليمية”.