في الذكرى السابعة.. مجزرة غرغور: دماء لم تجف وميليشيات لم تغادر العاصمة

0
234

تحل اليوم الأحد، 15 نوفمبر، الذكرى السابعة لأحداث منطقة غرغور الدامية، والتي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، وقتل خلالها 56 شخصاً وأصيب 458 آخرين.

وتعد غرغور أول مجزرة وقعت بسبب التنديد بسيطرة الميليشيات المتطرفة على العاصمة الليبية طرابلس، حيث طالب الليبيون يومها بطرد الميليشيات من كافة أنحاء العاصمة. 

البداية كانت بوقوع اشتباكات عنيفة بين ميليشيات كتائب مصراته وميليشيات طرابلس، نتج عنها مقتل أحد قادة مصراتة الميدانيين، وانتشار حالة كبيرة من الذعر بين المواطنين، بالتزامن مع زيادة الاحتقان في الشارع الليبي، مع رفض بتنفيذ قراري المؤتمر الوطني العام رقمي 27 و54 والقاضيين بإخلاء العاصمة من جميع التشكيلات المسلحة.

وفي يوم 15 نوفمبر، خرج المتظاهرون من بينهم شيوخ ونساء للتجمع أمام ساحة مسجد القدس بالعاصمة، للمطالبة بإخراج كافة التشكيلات المسلحة، بعدها توجه المتظاهرون لحي غرغور، والذي كان يقطنه الرئيس الليبي السابق معمر القذافي وأنجاله وعدد كبير من مسؤولي نظامه، قبل أحداث فبراير 2011.

وساند هذا التحرك المفتي الليبي- آنذاك- الصادق الغرياني، والذي أصدر فتوى قبل يوم من الأحداث بوجوب المشاركة في المظاهرات، كما ساهم في الإعداد لها بشكل نشط مجلس طرابلس المحلي الذي كان يرأسه السادات البدري، لكنهما سرعان ما نفى ذلك، وأنكرا صلتهما بالأحداث.

ومع اقتراب المتظاهرين من منطقة غرغور، وقع إطلاق نار كثيف من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، وحدوث مواجهات عنيفة بين كتائب مصراتة المتمركزة في غرغور وجماعات مسلحة محلية.

وبعد صدور تهديدات من بعض قادة قوات مصراتة الميدانيين بمواصلة القتال حتى النهاية، أعلن مسؤولون محليون في مصراتة عن سحب كافة التشكيلات المسلحة التابعة للمدينة من طرابلس في غضون 72 ساعة، فيما باشرت قوات من الجيش في الانتشار في مختلف أرجاء العاصمة لحفظ الأمن.

ولم يدم هذا الوضع طويلا، حيث عادت التشكيلات المسلحة التابعة لمدينة مصراتة إلى مواقعها السابقة في حي غرغور في طرابلس بعد طرد قوات مدينة الزنتان المنافسة من مراكزها في مطار طرابلس ومعسكرات أخرى بالمدينة، في هجمات شنتها قوات “فجر ليبيا” والتي قوامها تشكيلات مصراتة المسلحة إضافة إلى مجموعات أخرى مسلحة إسلامية تنتمي إلى طرابلس والزاوية ومدن أخرى.

وعلق عضو المجلس الانتقالي السابق، المختار الجدال، على أحداث مجزرة غرغور، قائلاً: “أنها ستبقى أول محاولة سلمية لإخراج المليشيات من العاصمة.. فقدنا فيها أرواحاً وطنية”.

وتحدث عن موقف عميد بلدية طرابلس سادات البدري، إبان المجزرة والذي وقف أمام جامع القدس بعد صلاة الجمعة ليحرض على التوجه إلى غرغور للتظاهر أمام المليشيات حتى تجبر على الخروج، متابعاً: “آلا تتذكرون توجه الجمع الغفير من أمام جامع القدس إلى غرغور، ذلك الجمع الذي عاد بعد قليل بالشهداء والجرحى؟”، ثم خرج هو والمفتي المعزول بعد ذلك عبر شاشات التليفزيون وإنكارهما تحريض الناس على التظاهر أمام المليشيات.