مصالح تركيا أولاً.. لماذا رحب الإخوان بنتائج مباحثات جنيف لحل الأزمة الليبية؟

0
165

اعتاد الإخوان طوال مسيرتهم السياسية المشبوهة، منذ أن تم إعلانها رسميا في 1928 بمحافظة الإسماعيلية، إحدى محافظات مصر الساحلية، على تأييد ما يخدم مصالحهم وأهدافهم وأهداف حلفائهم، فلا هم بحثوا يوما عن المصالح العليا لأوطانهم، أيا كانت جنسيتهم أو البلد التي ينتمون إليها، وظل لعقود المتحكم الأول في قرارات تأييدهم هو “المصلحة”.

حال الإخوان وطبائعهم التي تربوا عليها، هي نفسها منذ قائدهم الأكبر وأبهم الروحي حسن البنا، وحتى اليوم، وما فشلوا في فعله في مصر، يحاولون أن يفعلوه في ليبيا الآن، بعد أن هيأت تركيا بقيادة رئيسها رجب طيب أردوغان الأمور لذلك، مخطط استعماري كبير استهدف استنزاف خيرات ليبيا وثروات شعبها، الطرف الرئيسي فيه الإخوان المتأسلمين.

ففي خطوة ليست بالغريبة، رحب رئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، محمد صوان، بالبيان الصادر عن المجتمعين في جنيف السويسرية، وما توصلوا له من تفاهمات وصفها بـ”المتقدمة والحاسمة” حول أهم الإشكاليات المطروحة لمعالجة الأزمة السياسية.

ويبدو أن تلك المباحثات التي عقدت في المدينة السويسرية، والتي انعقدت في البداية بشكل سري دون الكشف عن الأطراف المشاركة فيها وأهدافها، تمت برعاية خفية من تنظيم الإخوان، خاصة وأن هناك أطراف لأول مرة منذ اندلاع الأزمة الليبية تشارك في مباحثات لحل الأزمة وتقسيم الأدوار والمهام السياسية والسيادية.

مشاركة أطراف جديدة في مباحثات لحل الأزمة الليبية التي طال أمدها، من المؤكد تم بتأشيرة من تلك الجماعة وموافقتها، فعلى مدار تاريخها الذي استمر لعقود، لم تقدم تلك الجماعة الإرهابية أي تنازلاً إلا وكان له مقابل أو يخدم مصالحها.

وعلى الرغم من أن الظاهر من نتائج تلك المباحثات هو إعلاء مصلحة ليبيا العليا، إلا أنها تحمل في طياتها نقاط يجب الوقوف أمامها وتحليلها بشكل جيد لمعرفة عواقب تطبيقها على أرض الواقع، ومن سيكون أكثر المستفيدين منها، الوطن فعلا أم الطامعين في ثرواته وممتلكات شعبه.

ووفقا لنتائج مباحثات جنيف، فإن البند الأول منها تضمن جملة شديدة الخطورة، وهي إعطاء مدة زمنية لإعداد الظروف اللازمة من أجل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، والأزمة هنا ليست في المقترح نفسه، وإنما في المدة التي تم تحديد الحد الأقصى لها بـ 18 شهراً.

وخلال تلك الفترة سيتم العمل بكافة الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها حكومة الوفاق مع حليفتها تركيا، طوال المدة المذكورة، والجميع يعلم أن تلك الاتفاقيات لا تستهدف شيئا إلا استنزاف ثروات الليبيين ومص دمائهم، وهناك يكمن السبب الأكبر لترحيب الإخوان المتأسلمين بنتائج المباحثات.