في خطوة ربما تطيح بفرص إعادة التفاوض وتثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا، وصل وزيرا الدفاع التركي خلوصى آكار والقطري خالد العطية أمس إلى العاصمة الليبية طرابلس في زيارة أثير حولها الكثير من التكهنات بشأن أهدافها ونتائجها على تطورات الأزمة الليبية.
واستقبل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج أمس وزيري الدفاع التركي والقطري، بحضور أعضاء الوفدين المرافقين للوزيرين، بجانب نائب رئيس المجلس الرئاسي للوفاق أحمد معيتيق ووكيل وزارة الدفاع بحكومة الوفاق صلاح الدين النمروش.
البيان الصادر عن المجلس الرئاسي اكتفى بالتأكيد على تطرق اجتماع السراج ووزيري دفاع تركيا وقطر إلى مجالات التعاون العسكري والأمني وبرامج بناء القدرات الأمنية والدفاعية لحكومة الوفاق دون مزيد من التفاصيل.
لكن في الكواليس، كشفت مصادر عن مطالبة حكومة الوفاق بتعزيز الدعم العسكري المقدم من تركيا وقطر لعناصرها الأمنية، وعلى رأسهم المرتزقة السوريين الذين نقلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس برعاية أنقرة للمشاركة بجانب ميليشيات الوفاق في المعارك ضد الجيش الوطني الليبي.
وقالت المصادر إن المحادثات التي جرت بين السراج وآكار والعطية نتج عنها اتفاق ثلاثي من أجل زيادة الدعم العسكري لحكومة طرابلس، مشيرة أنه تم الاتفاق على دفع 30% زيادة في مرتبات المرتزقة السوريين بطلب وكيل وزارة دفاع السراج صلاح الدين النمروش.
ويأتي الحديث عن زيادة مرتبات المرتزقة السوريين، بعد أيام قليلة من تجدد أزمة رواتب السوريين التابعين للنظام التركي في ليبيا، على خلفية تخفيضها أو عدم الحصول عليها، حيث انتشرت تسجيلات صوتية مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي لعدد من المرتزقة يشتكون فيها من تأخر صرف رواتبهم المتفق عليها مع الجانب التركي والليبي نظير قتالهم بجانب حكومة الوفاق.
ومنذ أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرساله قوات عسكرية إلى ليبيا لدعم السراج، ونقلت تركيا آلاف من المرتزقة السوريين للقتال بجانب حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي.
وأرجع مراقبون سبب طلب وكيل وزارة دفاع السراج صلاح الدين النمروش زيادة مرتبات المرتزقة السوريين بنسبة 30%، في إطار تحرك الوفاق للسيطرة على غضب المرتزقة السوريين، قبل أن يتحول الأمر إلى تمرد واسع داخل صفوفهم، لاسيما بعد ما شهدته العاصمة طرابلس من اشتباكات حادة قبل شهور أسفرت عن مقتل عددا من المرتزقة الموالين لأردوغان في ليبيا.