الدبيبة: الانتخابات طريق الاستقرار لليبيا ومشروعنا لتفكيك الميليشيات يحظى بدعم دولي

0
166
رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة
رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة

نفى رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، وجود أي مساعٍ للتطبيع مع إسرائيل، مؤكداً أن هذه القضية محسومة لدى الليبيين، وأن ما تردد بشأن قبول حكومته استضافة مهجرين فلسطينيين من غزة مجرد مغالطات وتسريبات صحافية كاذبة.

وقال الدبيبة فر حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط” إن ما يحدث في غزة مأساة إنسانية كبرى تتمثل في قتل وتجويع الأطفال وحرمان الناس من حقوقهم الأساسية، مشدداً على أن «القوى الدولية يجب أن تتحمل مسؤولياتها لتمكين الشعب الفلسطيني من العيش بسلام فوق أرضه لا أن يُهجَّر منها».

وأشار رئيس الحكومة إلى أن إجراء الانتخابات الوطنية هو السبيل لتجديد الشرعية وإنهاء حالة الارتباك المؤسسي في البلاد، محمّلاً البرلمان المسؤولية عن تعميق الأزمة من خلال «قرارات أحادية انعكست حتى على المؤسسات الرقابية والخدمية».

وفي ما يخص الموقف الدولي، أكد الدبيبة وجود «التزام واضح من الولايات المتحدة بدعم مسار الانتخابات، وتعزيز الشراكة الاقتصادية مع ليبيا»، موضحاً أن العروض الاستثمارية التي طرحتها حكومته بقيمة 60 مليار دولار، خلال زيارة مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس إلى ليبيا «ليست سياسية، وإنما مشاريع استراتيجية تستهدف تنشيط الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل».

وحول الملف العسكري، شدد الدبيبة على أن «الأمل قائم لتوحيد الجيش بعد الانتخابات تحت قيادة مدنية قوية»، مشيراً إلى أن خطته لتفكيك الميليشيات «مشروع وطني لإعادة بناء الدولة وليس عملاً شخصياً أو انتقامياً». وأكد أن «هذه المجموعات المسلحة تركة خلّفتها السنوات الماضية، لكن هناك دعماً دولياً وإقليمياً واضحاً لمشروع تفكيكها ودمج عناصرها ضمن وزارتي الدفاع والداخلية».

ونفى الدبيبة أن تكون حملته ضد الميليشيات محاولة لفرض نفوذ مصراتة في طرابلس، واصفاً ما يُثار في هذا السياق بأنه «دعاية مضللة». وقال إن الحكومة «تضم قيادات ومؤسسات من مختلف المدن والمناطق الليبية، ومشروعها وطني ولم يكن يوماً مناطقياً».

وبشأن المسار الدستوري، جدد الدبيبة تمسكه بالاستفتاء على مسودة دستور 2017، معتبراً أن «هذا الخيار هو أقصر الطرق لإنهاء الفراغ الدستوري»، مؤكداً في الوقت نفسه أن شكل الحكم، سواء كان فيدرالياً أو غيره، «سيُحسم عبر الدستور وبما يقرره الشعب الليبي».

وفي ما يتعلق بالعلاقات الخارجية، وصف الدبيبة علاقات حكومته مع تركيا بأنها «استراتيجية وممتازة على جميع المستويات»، مشيراً إلى أن القمة الأخيرة في إسطنبول «عكست قدراً عالياً من الود والاحترام المتبادل». أما عن العلاقة مع روسيا، فقال إنها «تشهد تحسناً تدريجياً في إطار سياسة الانفتاح على جميع الشركاء وبناء علاقات قائمة على الاستثمار في المصالح المشتركة».

وعن تجربته في الحكم، قال رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» إن «الظروف الاستثنائية في ليبيا تفرض تحديات معقدة»، لكنه أكد أن التركيز ينصبّ على «الخدمات، ومبادرات الشراكة الإقليمية والدولية، وإنهاء الفوضى، وترسيخ سيادة الدولة والقانون». وأضاف أن حملة «عودة الحياة» ساهمت في «إجبار أطراف سياسية وعسكرية على ترك السلاح والتوجه نحو البناء والإعمار».

وفي ختام حديثه، أشار الدبيبة إلى أن قرار ترشحه للانتخابات الرئاسية «سيُتخذ في حينه وفق الظروف»، مؤكداً أن «القوانين الانتخابية العادلة هي الفيصل بين جميع المترشحين، بمن فيهم سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر».