تمر هذه الأيام الذكرى الـ7 لتحرير مدينة درنة من أيدي الميليشيات الإرهابية والمتطرفة، التي سيطرت على مفاصل المدينة لسنوات، محوّلة إياها إلى معقل لتنظيم داعش وتنظيمات أخرى موالية للقاعدة.
في 28 يونيو 2018، أعلن القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، تحرير المدينة بالكامل، بعد معارك استمرت قرابة الشهرين، وقال في خطاب متلفز: “نعلن بكل فخر تحرير مدينة درنة الغالية على كل الليبيين وعودتها آمنة مطمئنة إلى أحضان الوطن”، مؤكدًا رفضه لاستخدام ثروات ليبيا كمصادر لتمويل الإرهاب.
بدأت فصول المأساة في درنة منذ عام 2011، حين استغلت الجماعات المتطرفة انهيار مؤسسات الدولة عقب سقوط نظام القذافي، وسيطرت “كتيبة شهداء أبو سليم” على المدينة، لتبدأ مرحلة من الاغتيالات والفوضى.
ومع صعود تنظيم داعش، أعلن المتطرفون تشكيل “مجلس شورى شباب الإسلام” الذي بايع التنظيم في أكتوبر 2014، ليتحوّل إلى “مجلس شورى مجاهدي درنة”، الذي ضم عدة ميليشيات بينها “أنصار الشريعة” و”كتيبة جيش الإسلام”.
أعلنت درنة حينها أول إمارة لداعش في ليبيا، وشهدت المدينة إعدامات علنية وعمليات ذبح في الساحات، واستخدم المسلحون باحات المساجد لقتل المعارضين، وسعوا لتغيير مناهج التعليم وفصل الذكور عن الإناث، ونشر الفكر المتطرف.
لكن الجيش الليبي أطلق عملية “الكرامة”، وتمكّن من محاصرة الجماعات المتطرفة وخوض معارك محورية في محاور الظهر الحمر والحيلة ومرتوبة، ونجح في إنهاء وجود التنظيمات المسلحة بالكامل في المدينة.
ومنذ إعلان التحرير، بدأت درنة في التعافي، واستعادت مؤسساتها الأمنية والمدنية، وبدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى طبيعتها، في ظل إجراءات لتعزيز الأمن وإعادة الإعمار.
ومع أن مشاهد الدمار لا تزال شاهدة على ما جرى، إلا أن المدينة اليوم تُعد من أكثر مناطق الشرق الليبي استقرارًا، وتُقدَّم كمثال على قدرة الدولة على مواجهة الإرهاب والتطرف، وإعادة فرض سيادتها رغم التحديات.
- الاتحاد الأوروبي يمدد مهمة “يوبام” في ليبيا لمدة عامين إضافيين
- “خارجية النواب” تؤكد رفضها ترحيل متسللين من الولايات المتحدة إلى ليبيا
- درنة بعد 7 سنوات على التحرير.. من ظلام الإرهاب إلى أمن الدولة
- النائب العام الليبي يحبس 10 موظفين احتياطياً لتورطهم في تزوير بيانات بالسجل المدني
- الدبيبة يصدر تعليمات عاجلة للتكفل بعلاج الطفلة “سوهان” في إيطاليا