المبعوثة الأممية: ليبيا ليست جاهزة حاليًا لتنظيم الانتخابات

0
166
هانا تيتيه

قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، هانا تيتيه، إن ليبيا ليست جاهزة حاليًا لتنظيم الانتخابات، مشيرة إلى أن البعثة تقود عملية سياسية تهدف إلى بناء توافق يسمح بإجراء انتخابات ناجحة، مع التشديد على أهمية التشاور حول المسار السياسي.

وخلال مداخلة تلفزيونية مع قناة “العربية الحدث” مساء الخميس، أوضحت تيتيه أن “ليبيا ليست مستعدة لتنظيم انتخابات غدًا، لكن الهدف من العملية السياسية هو بناء توافق وضمان توفر الآليات اللازمة لإنجاحها”. وأضافت أن اللجنة الاستشارية التي أنشأتها البعثة قدمت حزمة من المقترحات تتعلق بالعملية الانتخابية.

وأشارت إلى أن اللجنة الاستشارية وضعت أربعة خيارات مطروحة أمام الليبيين: الأول هو إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية؛ الثاني يتمثل في إجراء انتخابات برلمانية يتولى بعدها البرلمان الجديد صياغة دستور جديد؛ والثالث يركز على صياغة دستور قبل أي استحقاق انتخابي. أما الخيار الرابع، فهو اللجوء إلى المادة 46 من الدستور والانطلاق في حوار وطني جديد، إذا لم تحظَ الخيارات الأخرى بقبول شعبي.

وأكدت تيتيه أن كل الأطراف الليبية المعنية معنية بهذا النقاش، موضحة أن “سبب نشر مقترحات اللجنة الاستشارية هو فتح المجال أمام الليبيين للتعبير عن آرائهم”. وتابعت: “قمنا بزيارتين إلى مدينتي مصراتة والزنتان، وسنواصل هذه الزيارات، لأننا نستمع إلى الناس ونرغب في إشراك أكبر عدد ممكن في النقاش حول مستقبل البلاد”.

وفيما يخص الإطار الزمني المتوقع للتوصل إلى توافق على خارطة طريق سياسية جديدة، لفتت إلى أن اللجنة الاستشارية ترى أن تحقيق ذلك ممكن خلال ستة أشهر، لكنها شددت في الوقت ذاته على ضرورة أن تكون أي مبادرة جديدة “شاملة وتضم الجميع”.

وبشأن موقف المجتمع الدولي من حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أكدت تيتيه أن “المجتمع الدولي لا يزال يعترف بالحكومة الحالية”، لكنها أشارت إلى أن هناك “احتجاجات مدنية ومظاهر رفض من المواطنين تجاهها”، معتبرة أن “البعثة ليست في موقع يمكنها من تقييم حجم تلك التظاهرات التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي”.

وأضافت: “يجب أن يكون حق التظاهر مكفولًا للجميع، وهو حق من حقوق الإنسان، وينبغي أن يمارسه المواطنون إذا لم يكونوا راضين عن مجريات الأمور في البلاد، بشرط ألا يترافق مع أي أعمال عنف”. وتابعت: “علمنا أن هناك مظاهرات أخرى ستنظم غدًا، لكننا لا نستطيع تقييم حجمها، وإن كانت قد لقيت تغطية إعلامية واسعة”.

وأكدت تيتيه على أهمية احترام حرية التعبير وحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم أثناء المظاهرات، مشيرة إلى أن البعثة تعمل مع السلطات الليبية لضمان عدم الانزلاق نحو مزيد من التوتر أو التصعيد.

وحول التوترات الأمنية الأخيرة في طرابلس، لفتت إلى أن مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي أدى إلى تصاعد العنف بين الجماعات المسلحة، لكنها أشارت إلى أن هذا الأسبوع شهد هدوءًا نسبيًا دون تجدد الاشتباكات. وأضافت أن البعثة عملت مع المجلس الرئاسي لتشكيل “لجنة الهدنة”، التي ضمت قيادات عسكرية لم تشارك في الاشتباكات، وأسهمت في تهدئة الأوضاع وخفض التوتر.

لكنها حذرت من أن الفوضى لا تزال قائمة، وأن التظاهرات قد تتكرر كما حدث الأسبوع الماضي، موضحة أن البعثة لم تتمكن من تقييم هذه التظاهرات بشكل كامل.

وأكدت تيتيه، على ضرورة مساءلة من ارتكبوا انتهاكات أو تصرفوا بطرق إجرامية، مشددة على أهمية إنهاء الإفلات من العقاب في ليبيا. كما أوضحت أن البعثة تدعم المجلس الرئاسي في إنشاء لجنة الحقيقة والمصالحة بهدف الحيلولة دون تصعيد جديد وحماية المسار السلمي.