معضلة الألغام في ليبيا.. ملايين الأمتار تحمل بين أتربتها الموت للشعب

0
99

مساحات شاسعة من الأراضي الليبية، تمثل تهديدا حقيقيا لأراوح المواطنين، حيث تلوث مخلفات الحروب مساحة لا تقل عن 444 مليون متر مكعب، وهو ما يعد أمرا كارثيا، ومعضلة فشل الجميع في إيجاد حل لها.

ما فاقم من حجم الأزمة، هو تقرير أممي صدر بشأن وضع مخلفات الحرب في ليبيا، فهي تحتاج ما لا يقل عن 15 عاما من العمل المستمر دون توقف لإزالتها، نظرا لشدة تعقيدها، ولعدم توافر خرائط وافية بأماكنها.

فوفقا لإحصائيات الأمم المتحدة، فإن هناك نحو 3 ملايين لغم أرضي في ليبيا زُرعت على هامش حروب دارات في البلاد، بينما أفادت إحصائيات محلية في وقت سابق بمقتل نحو 16 طفلا منذ بداية العام 2024 جراء انفجار ألغام.

تأتي تلك المخاوف، في ظل وضع أمني هش تعاني منه ليبيا، وتعاني من آثاره الجانبية على كافة الأصعدة، فلا يوجد استقرار اجتماعي ولا اقتصادي ولا ثقافي، على الرغم من المساعي الدولية لحل تلك الأزمات.

وفي هذا السياق، كشف رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد حمزة، عن أن قدرة السلطات الليبية على إزالة مخلفات الحرب من ألغام وغير ذلك من المسوحات الميدانية محدودة للغاية، خاصة وأن هذه المخلفات، تم زرعها وقت الحرب، في مناطق آهلة بالسكان وأراضٍ زراعية.

وقال حمزة، في تصريحات صحفية له، إن الألغام مستمرة في حصد أرواح الأبرياء في المدن الليبية وأيضا العمال الوافدين على البلاد الذين يعملون في مجالات البناء والمسح، بالإضافة إلى الأطفال الذين أصيبوا بإعاقات بليغة، بينهم من اضطر إلى بتر أعضاء جراء انفجارات هذه الألغام.

على الرغم من إزالة الجهات المختصة في ليبيا، من إزالة الألغام مخلفات الحرب من مدن كتاورغاء أو طرابلس أو درنة أو بنغازي، وهي أكثر مناطق فيها ألغام، إلا أن هناك مساحات أخرى شاسعة تقدر بملايين الأمتار، مازالت تهدد حياة الليبيين الآمنين.