أزمات أمنية متلاحقة وأوضاع يرثى لها في ليبيا، ففي الوقت الذي يتم الحديث فيه عن توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية في ليبيا، والوصول لاتفاق يُنهي الانشقاق الكبير الذي يعانيه المجتمع الليبي، تبقى أزمة الميليشيات والجماعات المسلحة الأزمة الكُبرى التي تهدد أي اتفاق أو ميثاق.
تقرير كارثي، نشرته صحيفة “التلغراف” البريطانية، كشف عن حجم الفساد الذي تتسبب فيه الجماعات المسلحة والميليشيات، في ظل تمكين حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها لهم، وتعيين آمريهم وقادتهم في مناصب أمنية وعسكرية واستخباراتية حساسة بالبلاد.
التقرير كشف عن تنسيق بين الميليشيات الليبية، وبعض عناصر الشرطة التونسية، للمساعدة في عملية الإتجار بالبشر والتهريب والهجرة غير الشرعية، حيث أطلقوا على المهاجرين المحتجزين لقب “الذهب الأسود”، في إشارة إلى قيمتهم المادية عندهم.
أوضح تقرير التلغراف، أن عملية الإتجار بالبشر تتم عبر حدود المشتركة بين ليبيا وتونس، حيث يتم طرد المهاجرين من الجانب التونسي إلى ليبيا، تمهيدا إلى ما وصفه التقرير بـ”بيعهم”، بعد أن يتم احتجازهم بضعة أيام في معسكرات اعتقال بالقرب من المدن الحدودية وهما رأس اجدير وبن قردان.
وكشفت القرير عن أن عملية تسليم المهاجرين المحتجزين، تتم بشكل مُرتب للغاية، حيث ان هناك ترابط بين البنية التحتية في تلك المناطق الحدودية، ويحصل رجال الأمن التونسيين على مقابل إما مادي أو وقود أو مواد مخدرة.
أما عن شهادات المهاجرين التي جاءت في التقرير، فكانت مؤلمة، حيث قال أحد المهاجرين المحتجزين، أن عناصر تابعة للشرطة التونسية، وقبل أن يقومون بتسليم المهاجرين للميليشيات الليبية، يقومون بالتحرش بالنساء في الحافلات المخصصة لنقلهم، بل وبلغ الأمر إلى اغتصابهن أمام الرجال.
ويستكمل شهادته قائلا: “بعد دخول الأراضي الليبية، يتم وضع اللاجئين في مراكز احتجاز غير آدمية في قلب الصحراء، حيث يتم احتجازهم هم وأسرهم، في محاولة للحصول على فدية أو مقابل مادي، مقابل إطلاق سراحهم، كما أنه يتم إجبار بعض المحتجزين على العمل القسري.
ويقول لاجئ آخر، وفقا لما ذكره التقرير: “بالقرب من الحدود الليبية وبعد أن قام التونسيون بتسليمنا، ظهر حقد كبير، حيث أبرحونا ضربا وتعرضنا لصدمات كهربائية تكاد تقتلنا، فالنساء أغلى ثمنا من الرجال، لأن الميليشيات الليبية تستغلهم جنسيا خلال فترة الاحتجاز”.
التقرير أوضح أن الأسعار التي تدفعها الميليشيات وعصابات التهريب للجانب التونسي محددة ومعروفة، حيث يتم دفع 12 يورو مقابل الرجل، بينما يتم دفع 90 يورو للمرأة.
وحمل التقرير الذي نشرته تليغراف، الاتحاد الأوروبي، جانبا من المسؤولية حول أوضاع هؤلاء المهاجرين الذين يتم طردهم من تونس إلى ليبيا، نتيجة للاتفاقيات بينه وبين الجانبين التونسي والليبي، والتي أعطت مساحة كبيرة للميليشيات للعمل بحرية دون عوائق مع توفير تمويل دائم لهم.
- جنايات طرابلس تصدر حكماً بحبس وتغريم 6 موظفين بالمصرف التجاري الوطني
- وزير الرياضة الليبي يبحث مع نظيره المصري سبل تعزيز التعاون المشترك
- وفد “أفريكوم” يزور سرت ويناقش مع صدام حفتر التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وليبيا
- مصرف ليبيا المركزي يعلن عن وظائف شاغرة بمقره في طرابلس
- “شكشك” يبحث مع عضوين بالبرلمان سير العمل بديوان المحاسبة الليبي