73 عاماً على الاستقلال.. هل يستعيد الليبيين أمجاد أجدادهم؟

0
139

يحتفل الليبيون في الـ24 من ديسمبر كل عام بذكرى استقلال بلادهم وخروج المحتل الإيطالي وعودة السيادة لأهلها.

ففي مثل هذا اليوم عام 1951، أعلن الملك إدريس السنوسي، من شرفة قصر المنار ببنغازي استقلال ليبيا، والذي جاء تتويجاً لنضال الليبيين منذ وطأة أقدام المستعمر الإيطالي عام 1911، واستمر حتى الإعلان عن الاستقلال عبر قرار الأمم المتحدة الشهير الصادر في نوفمبر العام 1949 بمنح الاستقلال.

وكانت ليبيا تخضع لسيطرة الدولة البيزنطية حتى عام 647 م، حتى فتحها المسلمون على يد عمرو بن العاص، فأصبحت ليبيا جزءاً من الدولة العربية الإسلامية في العهد الراشدي، ثم الأموي فالعباسي.

واحتلت الدولة العثمانية ليبيا في عام 1551 وبقيت تحت سيطرتها حتى عام 1911، عندما أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية بهدف الاستيلاء على ليبيا.

لم تصمد الدولة العثمانية أمام الهجوم الإيطالي وتنازلت عن ليبيا لإيطاليا بموجب معاهدة لوزان الموقعة بين الطرفين في أكتوبر عام 1912، بذلك أصحبت ليبيا مُستعمَرة إيطالية.

قاوم الليبيون الاحتلال الإيطالي منذ وطأة أقدامه أرضهم، بقيادة عمر المختار وبدأ النضال عام 1911 واستمر حتى عام 1931، حتى تمكنت قوات الاحتلال الإيطالي من إلقاء القبض على عمر المختار وحكمت عليه بالإعدام شنقاً.

استمر الليبيون في مقاومة الاحتلال الإيطالي، حتى اندلعت الحرب العالمية الثانية، حيث قام الحلفاء (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا) بمحاصرة سواحل ليبيا لإخراج إيطاليا منها في عام 1941، وتمكن الحلفاء من السيطرة على ليبيا في عام 1943، حيث تخلت إيطاليا رسمياً عن ليبيا بموجب معاهدة باريس الموقعة بينها وبين الحلفاء في عام 1947.

وبموجب معاهدة باريس أصبحت ليبيا مقسمة إلى قسمين، الأول يضم طرابلس وبرقة تحت الاحتلال البريطاني، والثاني يضم فزان تحت الاحتلال الفرنسي.

رفض الليبيون الخضوع لاحتلال جديد، فأعلن إدريس السنوسي استقلال إمارة برقة في مارس عام 1949، ثم رفعت القضية الليبية إلى الأمم المتحدة التي قررت استقلال ليبيا في نوفمبر عام 1949.

ونتيجة لقرار الأمم المتحدة انسحبت القوات الفرنسية والبريطانية من ليبيا في الـ 24 من ديسمبر عام 1951، ليصبح هذا اليوم “ذكرى استقلال ليبيا”.

وتأتي ذكرى استقلال ليبيا هذا العام وسط استمرار الخلافات بين الأطراف السياسية وتعثر إجراء الانتخابات، إلى جانب الانقسام الحكومي بين غرب وجنوب البلاد، فضلاً عن فوضى الميليشيات في المدن الغربية.

ويأمل الليبيين في ذكرى استقلال بلادهم أن يستلهم القادة السياسيين أمجاد أجدادهم، ويتوحدوا ويناضلوا من أجل تجاوز الأزمة التي تمر بها البلاد، ويتم إجراء الانتخابات واختيار سلطة تنفيذية جديدة، وأن تعود ليبيا إلى سابق عهدها وينعم أهلها بخيارتها.