الصادق الغرياني لا يكف عن التحريض: هذه المرة لتعزيز الانقسام

0
130
الصادق الغرياني
الصادق الغرياني

يواصل الصادق الغرياني، المفتي المعزول والداعم للتيارات الإسلامية المتطرفة في ليبيا، تحريضه المستمر على الفوضى والانقسام في البلاد، عبر دعواته المتواصلة التي تهدف إلى تعطيل أي محاولات للوحدة أو المصالحة الوطنية.

وفي مسعى جديد لتوتير الأوضاع في الشارع الليبي؟، دعا الغرياني مؤخراً في برنامجه التلفزيوني، الذي يٌبث على شاشته الخاصة، المواطنين للخروج إلى الساحات وتكرار الأحداث التي شهدتها ليبيا في عامي 2011 و2012، تحت ستار الدعوة للانتخابات والاستفتاء على الدستور، على الرغم من أنه لطالما رفض هذه الاستحقاقات خوفاً من أن يؤدي فوز مرشح يعارض تياره إلى تقويض نفوذه.

ولم يكتف الغرياني، الذي يعرف بلقب “مفتي الخراب” و”مفتي الإرهاب” بسبب دعمه للجماعات الإرهابية في ليبيا، بالدعوة للفوضى في ليبيا، بل ألقى أيضًا بالاتهامات على القادة الليبيين، رافضاً أي تقارب بين المنطقتين الغربية والشرقية في ليبيا، والتي يرحب بها المجتمع الدولي في إطار مساعي المصالحة الوطنية، معتبراً أن هذا التقارب “يهدف إلى السيطرة على المنطقة الغربية وليس لتحقيق الوحدة الوطنية”.

ولم تكن هذه الدعوة هي الأولى من نوعها للغرياني، فقد سبق له أن أطلق فتاوى تحرض على الانقسام والقتال الداخلي، حيث دعا في مرات سابقة المليشيات المسلحة إلى الخروج للساحات وعرقلة الانتخابات من خلال استخدام السلاح.

ورغم عزله من منصب مفتي الديار الليبية في عام 2014 بقرار من مجلس النواب الليبي، إلا أن الغرياني لا يزال يمارس نفوذه عبر تحالفه مع المليشيات المتطرفة التي تمنحه الشرعية في مقابل دعمه لهم من خلال فتاويه.

وعلى مدار سنوات، لعب الصادق الغرياني دوراً كبيراً في دعم الجماعات المتطرفة، أصبح أحد أبرز المساهمين في انتشار الفوضى والعنف في ليبيا، من خلال فتاويه، التي كانت تدعو إلى قتل أفراد الجيش الليبي وتبرير الأعمال الإرهابية، مؤكداً دعمه المستمر للمليشيات والتنظيمات الإرهابية، مما جعل منه شخصية مثيرة للجدل ومصدراً رئيسياً للفتن الطائفية والانقسام في ليبيا.

وفي العديد من خطاباته، دعا المفتي المعزول إلى تعطيل العمليات السياسية السلمية والتقارب بين الأطراف الليبية، مؤكداً ضرورة العودة إلى “الجهاد” والعمل العسكري لإسقاط الحكومة.

وفي وقت سابق، قال عبر قناة “التناصح” التابعة لجماعة الإخوان: “القتال في ليبيا هو جهاد مقدس، ولا بد من الاستمرار فيه حتى تنقشع هذه الظلمات وتعود ليبيا إلى مكانتها كما كانت في العصور الإسلامية الزاهرة”. كما أعلن في خطاب آخر: “لن يهدأ لنا بال حتى تخرج هذه الحكومة العميلة من طرابلس وتستلم السلطة الحكومة الشرعية التي تمثل الشعب الليبي، وإن كان ذلك بالثورة المسلحة”.

وتعد هذه التصريحات جزءً من محاولات الغرياني المتكررة لتحريض الشعب الليبي ضد السلطة السياسية القائمة، بما في ذلك الحكومة والبرلمان، حيث دعا إلى خوض معركة فاصلة ضد “الذين يبيعون الوطن للغرب ويذبحون الأمة من أجل مصالحهم الشخصية”.

وم تقتصر تصريحات الغرياني على التحريض ضد السلطات فقط، بل تميزت أيضاً بتحفيز النزاع الطائفي بين مختلف المناطق والفئات الاجتماعية في ليبيا، فقد سبق له أن أطلق في أكثر من مناسبة دعوات لتأجيج التوترات الطائفية في البلاد، حيث صرح في أحد لقاءاته مع قناة “النبأ” قائلًا: “نحن نؤمن بأن الجهاد ليس فقط ضد الاحتلال، بل ضد كل من يسعى لتدمير هويتنا الإسلامية والعربية”.