تعاني مدن غرب ليبيا الواقعة تحت سيطرة حكومة الوحدة من فوضى أمنية وتنتشر فيها عمليات الخطف والإخفاء القسري والتي تطال المواطنين والمسؤولين في الدولة.
آخر ضحايا عمليات الخطف كان مدير إدارة الأمن بجهاز المخابرات العامة، العميد مصطفى الوحيشي، الذي ينتمي إلى مدينة الزنتان، والذي اختطف يوم الأربعاء الماضي، وهو في طريقه إلى منزله عقب خروجه من عمله في طرابلس، ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الاختطاف.
وأصدر أعضاء جهاز المخابرات بيان دانوا فيه اختطاف الوحيشي، على خلفية التحقيقات الجارية في عدة قضايا تمس الأمن القومي الليبي، والتي لاتزال بعضها منظورة.
وأكد أعضاء جهاز المخابرات في البيان أن عملية الاستهداف والإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي تعطي ذريعة لنهج الغلو والتطرف والترويع الذي يزج بالبلاد في دوامة العنف والفوضى.
وحمل الأعضاء في بيانهم الجهة الآثمة التي اختطفت الوحيشي، كامل المسؤولية القانونية وما يترتب عن تداعيات هذا العمل، داعين كافة الأطراف الفاعلة بالدولة لاتخاذ كافة الإجراءات لإنقاذه من أيدي مختطفيه.
كما أصدر جهاز المخابرات الليبية بيان دان فيه اختطاف العميد مصطفى الوحيشي، مؤكداً أن العدالة ستطال كل من تورط في هذه الجريمة.
وحذر جهاز المخابرات في بيانه من مغبة الاستمرار في تقييد حرية المخطوف أو تهديد سلامته، متعهداً ببذل أقصى الجهد من أجل عودته سالماً.
من جهة أخرى حذر المجلس الأعلى لثوار زنتان، حكومة الوحدة من مغبة التأخر في التوصل إلى حقيقة اختطاف العميد الوحيشي، مهدداً باتخاذ موقف صارم.
وحمل المجلس حكومة الوحدة بأجهزتها الأمنية كل المسؤولية عن أمن وسلامة الوحيشي، مطالباً بالعمل على سرعة إطلاق سراحه، مشيراً إلى أنه يتبع الحكومة وعليها ضمان سلامته.
ومع استمرار اختطاف الوحيشي، صعد أهالي مدينة الزنتان من موقفهم، وأغلق محتجون من المدينة طريق باطن الجبل أسفل الزنتان وأحرقوا الإطارات احتجاجاً على اختطاف الوحيشي.
كما توجه محتجون من مدينة الزنتان إلى صمام غاز الرياينة لإغلاقه حتى يتم الكشف عن مصير العميد مصطفى الوحيشي، وإطلاق سراحه.
من جهة أخرى ذكرت وسائل إعلام أن أعيان ومشايخ مدينة الزنتان اتهموا رئيس جهاز المخابرات العامة حسين العائب، بالوقوف وراء عملية اختطاف العميد مصطفى الوحيشي.
لكن العائب، نفى في اجتماع عقد في المجلس الرئاسي، أمس الأحد بحضور نائب رئيس المجلس عبد الله اللافي، وأعيان ومشايخ المدينة، مؤكداً أن كل الاتهامات غير صحيحة بتاتاً.
كما نقلت وسائل إعلام تصريحات لآمر قوة الإسناد بعملية بركان الغضب، ناصر عمار، لوح فيها إلى تورط رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة، في عملية اختطاف العميد مصطفى الوحيشي.
وأشار عمار، إلى أن الوحيشي، كان يُحقق في صفقات مشبوهة، من بينها صفقة NC7 المتعلقة بمنطقة الحمادة الحمراء.