اشتباكات تاجوراء.. حرب نفوذ الميليشيات تطيح بما تبقى من ليبيا

0
252

تزداد الأوضاع سوءا في ليبيا، وتحديدا في المدن الغرب الليبي، والمناطق التي تسيطر عليها الميليشيات والجماعات المسلحة، فبمرور الأيام، يزداد نفوذها، وتزداد رغبتها في التوسع والسيطرة على مناطق أخرى، فتنشب الاشتباكات في بيئة لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن ترى النور على المدى القريب.

ليبيا التي أغرقها الساسة وقوى الغرب في بحر من المبادرات والمقترحات، من أجل الوصول لانتخابات وحكومة موحدة، غير قادرة على حماية مواطنيها، بعد أن أصبحت الميليشيات نفسها على المسؤولة عن الأمن في مساحات كبيرة ومدن هامة وأهمهم العاصمة طرابلس.

فعلى مدار الساعات الماضية وحتى الآن، تشهد منطقتي تاجوراء والقره بوللي، اشتباكات مسلحة شديدة العنف، أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 16 أخرين، حرب أدارتها وخططت لها ميليشيا “رحبة الدروع” و “صبرية”، استمرت ساعات، قبل أن تتوقف بعد سيطرة عناصر “رحبة الدروع” على مقر الكتيبة الأخرى.

انتشار السلاح والجماعات المسلحة والميليشيات، مع منحهم صلاحيات أمنية وعسكرية واسعة في غرب ليبيا، أفسح المجال أمام حرب نفوذ لا نهاية لها إلا بنهاية تلك الجماعات أو السيطرة عليها من خلال دمجها ضمن منظومة أمنية وعسكرية واحدة، ونزع الصلاحيات من آمريها الذي دفعهم طموحهم لتدمير ما تبقى من الدولة.

المواطن الليبي وحده هو من يدفع ثمن ما يدور من نزاعات وحروب على النفوذ والسيطرة بين الميليشيات والجماعات المسلحة، فخلال الساعات الماضية، أخلى مركز طب الطوارئ والدعم، 64 عائلة من مناطق عدة تقع في محيط الاشتباكات، خوفا عليهم ولحمايتهم من بطش هؤلاء.

كما طالب المركز أيضا المواطنين، بالابتعاد عن محيط وأماكن الاشتباكات بمنطقتي تاجوراء والقره بوللي، وخصص الرقم “1412” للتبليغ عن أي إصابات بشرية.

ومن جانبها قالت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا، إن وضع الشبكة العامة في خطر، واعتبرت أن استمرار الاشتباكات في منطقة القره بوللي ينذر بانهيار الشبكة.

كما أكدت الشركة أن الاشتباكات نتج عنها أضرار بخطوط نقل الطاقة ذات الجهد الفائق، والرابطة بين طرابلس – الخمس، وفصل الدوائر بالوقاية المسافية.

كل هذا يحدث على مرأى ومسمع من حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، والتي منحت صلاحيات هامة لتلك الجماعات، وعلى الرغم من حدة الاشتباكات، لم تصدر تلك الحكومة بيانا واحدا تطالب خلاله بوقفها أو تدين من قاموا بها أو تطالب بالتحقيق معهم ومحاسبتهم.

وكانت قد ذكرت تقارير صحفية ومصادر إعلامية من غرب ليبيا  ببدء العمل فعليا باتفاق وقف إطلاق النار في تاجوراء بالقرب من العاصمة.

يأتي ذلك في ظل الحديث عن مبادرات تستهدف اختيار حكومة موحدة، ودعوات بتوحيد مؤسسات الدولية وخاصة المؤسسات العسكرية والأمنية والمالية، إلا أن ما يحدث الآن في غرب ليبيا، يؤكد بدون أدنى شك، أن هذه أمنيات بعيدة المنال.